
اعترف رئيس أركان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لأول مرة بفشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في قطاع غزة إبان الحرب الأخيرة هناك، والتي استخدمت فيها القوات الصهيونية أسلحة محرمة دوليًا بحق الأبرياء من المدنيين العزل.
وقال الجنرال جابي اشكنازي -خلال شهادته بشأن العدوان "الإسرائيلي" الأخير على غزة -: إن مجموعة من أفراد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كانت ترتدي زى جنود الاحتلال حاولت التسلل لتنفيذ عمليات في صفوف الجيش "الإسرائيلي" وهذا الاعتراف هو من أهم وأبلغ الاعترافات على ما جرى في غزة لأنه يكشف جانبا بمنتهى الأهمية من حقيقة المواجهات الميدانية التي حرص الإعلام "الإسرائيلي" على إخفائها.
إلى ذلك، فقد اعترف ضباط في جيش الاحتلال ان قوة الردع، التي ادعت سلطات الاحتلال انها حققتها في عمليتها العسكرية الاخيرة على غزة، تتآكل مع مواصلة اطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب فلسطين المحتلة، في وقت كشفت التحقيقات الاولية عن نتائج العملية العسكرية في القطاع ان الجيش وجد صعوبة في القتال بسبب الانفاق التي أقامتها "حماس" وترابطها بالبيوت والشوارع، وساعدت مقاتلي الحركة في الاختفاء.
وفي أول استخلاص للجيش من دروس غزة، قُرر حفر أنفاق متشعبة في منطقة الجولان المحتلة ليبدأ الجيش تدريباته فيها، بعدما بيّنت التحقيقات في سير العمليات العسكرية ان في العديد من العمليات أطلق عناصر من "حماس" الصواريخ بإتجاه الجيش ثم اختفوا ليظهروا في شارع آخر. وأظهرت التحقيقات أيضاً مواجهة صعوبة في تفكيك عشرات الأطنان من المواد المتفجرة والتقدم السريع لتحقيق الاهداف التي وضعها الجيش بعدما تم تفخيخ بيت من كل ثلاثة بيوت. وتبين من التحقيق ان قوات الهندسة التابعة للقوات البرية لم تستطع تفجير المباني وتعطيل العبوات الناسفة قبل وصول الوحدات المختصة بتفكيك الألغام إلى المكان.
وأشار سياسيون وجنرالات صهاينة خلال شهادات أدلوا بها لوسائل إعلام عبرية إلى أن الانتصار الحقيقي الذي حققته "إسرائيل" هو ذلك الانتصار المتعلق بمساحة الجريمة التي اقترفتها قوات الاحتلال ضد الأطفال والنساء والشيوخ والبنية التحتية، بينما لم تنجح في تحقيق الهدف الإستراتيجي الكبير، وهو كسر شوكة الفلسطينيين ومعنوياتهم وإجبارهم على رفع الرايات البيض.
وفى السياق ذاته ، أكد يوسى سريد الوزير "الإسرائيلي" السابق أن الردع الذي حققه الفلسطينيون ببنادقهم فاق ألف مرة الردع الذي حققه الجيش الصهيوني في مخيمات اللاجئين مع كل دباباته ومروحياته فضلاً عن العبوات الناسفة التي زرعوها في أماكن أكثر دقة وحساسية.
من جانبه، قال شلومو بن عامى وزير خارجية الكيان الأسبق: "إن قرار إسرائيل بشن حرب على قطاع غزة كان خطأ منذ البداية ولم يكن لها أي داع بتاتا وأن الخطر الأكبر يكمن في تصديق الجيش الإسرائيلي أنه قد انتصر في هذه الحرب".
كما دعا افرايم هاليفى رئيس الموساد السابق إلى عدم تجاهل حركة "حماس" عند الإقدام على محاولة ترتيب أوراق المنطقة بعد العدوان على غزة ، مؤكدًا أن جيش الاحتلال أمطر قطاع غزة بالنار براً وبحراً وجواً ولكن حماس خرجت من بين الركام والرماد كـ"طائر الفينيق" وهى تأبى الاستسلام.
وقد أقر ناحون برنيع المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أيضا بأن عملية الجيش في غزة لم تحقق نجاحاً بالمطلق ، مضيفًا أنه إذا لم تفتح "إسرائيل" المعابر طوعا فإنه قد يأتي يوم وتفتحها كرها.