
ركز خطباء المساجد في الضفة الغربية خلال خطبة الجمعة اليوم على الهجمة المدبرة من قِبل الاحتلال على مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وأكد الخطباء على ضرورة التضامن والتكاتف والوحدة لصد هجمة الاحتلال على حي سلوان في محاولة لتهجير المقدسيين وتهويد القدس.
وحث الخطباءُ العالمَ الإسلامي والعربي على سرعة التحرك لحماية القدس من تَغَوُّل الاحتلال وهمجيته.
وطالب الخطباءُ جميعَ قوى وشرائح المجتمع الفلسطيني بالوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة مخططات الاحتلال الهادفة لهدم المسجد الأقصى، وتهجير أهالي القدس في ظل صمت المجتمع الدولي.
من جهتها, أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" وجود خطر كبير يهدد حي البستان في القدس المحتلة، وأهمية تحرك العالمين الإسلامي والعربي من أجل إنقاذ القدس من التهويد وحماية المسجد الأقصى.
وقالت المؤسسة في بيانٍ لها: "هدد الخطر حي سلوان على مدى أعوام عندما كشَّر الاحتلال عن أنيابه بشراسةٍ؛ يريد أن يلتهم القدس والأقصى ويستولي على الحي بتشريد أهله".
وأضافت: "لم تبدأ قصة حي سلوان هذا الأسبوع، ويخطئ من يظن أن بداية القصة هو كشف صحيفة "هاآرتس" الجمعة الماضية عن عرض قُدِّم من قِبل بلدية القدس إلى أهالي حي سلوان بتوفير أراضٍ بديلة في حالة وافقوا على إخلاء بيوتهم طواعية".
وأوضحت المؤسسة أن قصة الحي بدأت منذ الاحتلال الصهيوني شرق القدس والمسجد الأقصى عام 1967م، وتعمُّق عمليات الحفريات في المنطقتين الجنوبية والشرقية للمسجد الأقصى المبارك، والاستيطان المكثف شرق القدس، والتهميش والتمييز العنصري والاضطهاد الديني لأهالي الحي.
وأشارت إلى أنه في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي بدأت أيضًا عملية الاستيلاء عن طريق القرصنة والاحتيال والخديعة من قِبل المنظمات الاستيطانية وإعداد مخطط تهويدي شامل للبلدة القديمة في القدس ومحيط المسجد الأقصى.
واشارت المؤسسة إلى أنه في الوقت نفسه زادت أعمال الحفر في هضبة سلوان ووادي حلوة وعين سلوان؛ حيث تحوَّلت سلوان إلى منطقة حفريات واسعة بادعاء البحث عن آثار للملك داوود.
وأكدت المؤسسة أنه في بداية الألفية الثالثة بدأ ينكشف حجم الاستهداف الصهيوني لبلدة سلوان، وبالذات حي البستان، بهدم العديد من البيوت؛ حيث بلغ الأمر أَوْجَه عام 2004م عندما أصدر مهندس بلدية القدس أمرًا بهدم 88 بيتًا في حي البستان ـ أي الحي بأكمله ـ بحجة البناء غير المُرخَّص.
وأفادت المؤسسة بأن الهدف الحقيقي من الهدم كان إقامة حديقة توراتية باسم "حديقة الملك داوود" كأحد مرافق بناء الهيكل المزعوم.
وأوضحت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أنه يسود حي السلوان أجواء من الخوف والترقب، خاصةً بعد صعود اليمين الصهيوني؛ حيث أصبح ظهرًا قويًّا للبلدية والجمعيات "الاستيطانية"، حيث يمكن تنفيذ المخططات الاستيطانية بسهولة أكثر.