
بعد تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد بأنه يرغب في عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع واشنطن، يلتقي عماد مصطفى، السفير السوري لدى الولايات المتحدة، اليوم الخميس، في واشنطن، جيفري فيلتمان القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى.
ويعتبر اللقاء الأول على هذا المستوى الرفيع بين البلدين منذ تسلم الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما منصبه الشهر الماضي.
وبحسب بيان للخارجية الأمريكية ستتناول المحادثات المخاوف الأمريكية تجاه "علاقات سوريا بالإرهاب" وقضايا أخرى.
وقد أكد السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى في تصريحات لصحيفة "الثورة" أمس أنه تلقى دعوة من الخارجية الأمريكية لعقد هذا الاجتماع. وقال إن الاجتماع قد يكون بداية جديدة في العلاقات الأمريكية السورية وإنه سيتناول كل القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط.
ويشار إلى أنه خلال هذا الشهر فقط استقبلت دمشق ثلاثة وفود من نواب الكونجرس الأمريكي كان آخرهم جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وهاورد بيرمان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي،
وقد التقى الرئيس السوري بشار الأسد السبت الماضي بالسيناتور جون كيري الذي أعرب عن اعتقاده بأن إدارة الرئيس أوباما ستبدأ "بالانخراط في بحث كافَّة الامكانيات في منطقة الشرق الأوسط" التي قال إنها تمر الآن بلحظة "مصيرية وحاسمة".
وأكد كيري أن سوريا أبدت استعدادها للمساعدة في تشكيل حكومة وحدة فلسطينية يمكنها استئناف محادثات السلام مع "اسرائيل"، على حد قوله.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن في السادس والعشرين من الشهر الماضي أن "الحوار مع الولايات المتحدة بدأ منذ أسابيع بشكل جدي" بواسطة شخصيات مقربة من الإدارة الأمريكية أُرسلت من قبل هذه الادارة.
ورحب الأسد بدعوة الحوار التي وجهها الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال، في تصريحات لصحيفة "الجارديان" البريطانية إنه يرغب في عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع واشنطن. وأعرب الأسد عن أمله في أن ترسل واشنطن سفيرا حتى يمكن ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين. كما دعا الأسد واشنطن إلى لعب دور الوسيط الرئيسي في الشرق الأوسط، قائلا إنه لا يوجد بديل لدور واشنطن في المنطقة. لكنه حذر في الوقت نفسه من التقليل من أهمية الدور السوري. وقال إن دمشق لاعب رئيسي في المنطقة "ولا يمكنكم التقدم من دوننا".
ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة ليست ممثلة في دمشق سوى بقائم بالأعمال منذ استدعاء سفيرها في فبراير 2005، بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، الذي تعزى المسؤولية عنه إلى سوريا التي نفت دائما تورطها.