
تبدأ في القاهرة بعد ساعات اجتماعات المصالحة بين حركتي فتح وحماس للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية ومنظمة التحرير الفلسطينية. يأتي ذلك فيما أعلن اليوم عن الاتفاق بين الفصيلين على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين من الجانبين والكف عن التراشق الإعلامي بينهما.
وأسفرت الاجتماعات التمهيدية التي عقدت اليوم الأربعاء والتي تمهد للقاءات موسعة يوم غد الخميس، عن اتفاق بين الجانبين على وقف التراشق الإعلامي بين الجانبين وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وفيما يخص ملف المعتقلين، أعلنت حركة فتح عن إطلاق سراح 40 من أعضاء حماس المعتقلين لديها في سجون رام الله، وهم جزء صغير من قائمة تضم 600 اسم قدمتها حماس إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالبة بالإفراج عنهم.
وبدورها قالت حماس إنها أفرجت في السابق عن معتقلي حركة فتح لديها، مطالبة فتح بتقديم أسماء من تزعم أنهم معتقلون في غزة. كما اعتبرت أن العدد الذي أفرجت عنه فتح غير كاف محذرة من أن يؤدي هذا الملف إلى عرقلة الحوار.
وينبثق عن مؤتمر المصالحة خمس لجان للبحث في خمسة ملفات هي: تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، والاتفاق على موعد لترتيب وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية، إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لتضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إجراءات المصالحة المتعلقة بإطلاق المعتقلين، وإلغاء الإجراءات التي اتخذتها كل من الحركتين باتجاه مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني المرتبطة بالأخرى.
ويبدأ اجتماع الفصائل الخميس بجلسة بروتوكولية للأمناء العامين للفصائل أو من ينوب عنهم، ثم يتبعها عقد لقاءات منفصلة للجان الخمسة التي تشرف عليها سبع دول عربية بالإضافة إلى الوسيط المصري.
ومن المقرر أن ينتهي الاجتماع في وقت متأخر من مساء غد، حيث تعود الوفود إلى فلسطين وسوريا، لتأتي إلى القاهرة مرة أخرى بداية الشهر القادم، ولعقد جلسة مصغرة أخرى، ثم تعود بعد 3 أيام الجلسة العامة للالتئام مرة أخرى لتحديد الشكل النهائي للمصالحة.
وأعرب كلا من حماس وفتح عن تفاؤلهما بإمكانية قرب حل الأزمة بين الفصائل. وقالت حركة حماس وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق للصحفيين إن المناخ ايجابي وواعد، ونأمل التوصل إلى نتائج إيجابية. ووصف المحادثات بأنها حوار في العمق حول كل القضايا الخلافية.
ومن جانبه أعرب عزام الأحمد عضو حركة فتح والمشارك في الحوار بالقاهرة غدا، عن اعتقاده بإمكانية التوصل بشكل سريع إلى اتفاق بين الفصائل. كما أكد عضو وفد حركة فتح نبيل شعث أنه تم الاتفاق مع حماس على تسوية مسألة المعتقلين تدريجيا، مضيفا أنه تم بالفعل الإفراج عن عدد منهم.
وكانت حركة حماس قد أكدت على لسان مشير المصري المصالحة خيارها الاستراتيجي، لكنه دعا في الوقت ذاته إلى التحرر من الأجندة الصهيو-أمريكية في التعامل مع الحوار الوطني. وأشار المصري في تصريحات له الأربعاء إلى وجود تحول نسبي طرأ مؤخرًا في لغة حركة "فتح" إزاء الحوار.
يذكر أن الأجواء الايجابية انعكست بوضوح بعد اجتماع الأربعاء إذ جلس أعضاء وفدي فتح وحماس لتناول الغداء حول مائدة واحدة.