أنت هنا

1 ربيع الأول 1430
المسلم- وكالات

منعت محكمة باكستانية نواز شريف زعيم المعارضة ورئيس أكبر حزب إسلامي من خوض الانتخابات أو تقلد أي منصب رسمي بالبلاد. وتظاهر مئات الباكستانيين في عدد من المدن الباكستانية احتجاجا على قرار المحكمة.

وأيدت المحكمة العليا في باكستان الأربعاء حكما صدر في يونيو الماضي يقضي بحظر رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف وشقيقه شهباز من خوض الانتخابات في البلاد.

وأدين نواز شريف -الذي أطاح الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف بحكمه عام 1999 عن طريق انقلاب عسكري- بتهمة "خطف" طائرة تجارية باكستانية تنقل مشرف بعدما منع الطائرة من الهبوط عندما كان رئيسا للحكومة في 12 أكتوبر 1999. وقد حطت الطائرة في نهاية المطاف واستولى مشرف على السلطة.

ويؤدي القرار إلى انهيار الحكومة التي يرئسها شهباز في ولاية بنجاب في وسط باكستان وهي قلب البلاد السياسي وأكثرها سكانا، حيث أصبح مضطرا إلى الاستقالة من منصبه ومن برلمان الإقليم. أما نواز شريف فهو لا يحتل حاليا أي مقعد نيابي حاليا، إلا أن القرار يمنعه من خوض أي انتخابات تشريعية.

وقال أكرم شيخ رئيس هيئة الدفاع إن المحكمة رفضت جميع الالتماسات المقدمة لها بهذا الشأن. وأضاف خلال حديثه للصحفيين خارج مبنى المحكمة: "إن حكم اليوم يدلل على أن قرار نواز شريف وشقيقه شهناز شريف بعدم المثول أمام المحكمة العليا كان قرارا صائبا".

ويرفض شريف وشقيقه اللذان يعتبر حزبهما الرابطة الإسلامية في باكستان ثاني أحزاب البلاد الاعتراف بسلطة أي قاض عينه الرئيس السابق برويز مشرف بموجب قانون الطوارئ الذي فرض في نوفمبر 2007.

واعتبر شريف ان المحكمة المؤلفة من ثلاثة قضاة لا تراعي معايير القانون واتهم الرئيس آصف علي زرداري بمحاولة إبعاده عن السياسة.

ودفع الحكم الأحير مئات الباكستانيين إلى النزول إلى الشارع في عدد من المدن للتظاهر وإحراق الإطارات احتجاجا على الحكم. وأدان المتظاهرون زرداري معتبرين أنه لا يختلف عن سلفه مشرف.

وقال شريف في حشد من أنصاره في لاهور: إن "محكمة لا تراعي أسس القانون، أصدرت حكمها بطلب من آصف علي زرادري. نحن لا نقبل بالحكم. وسبق لنا أن نبذنا هذه المحاكم".

ومن جانبه، انتقد حزب الرابطة الإسلامية الذي يرأسه نواز شريف هذا الحكم، وطالب بإعادة القضاة الذين فصلهم مشرف إلى مناصبهم. وقال صديق الفاروق المتحدث باسم الحزب: "إن الحكم صدر بتوجيهات من زرداري الذي يتآمر لحرمان الإخوة شريف من خوض الانتخابات".

وأضاف إن هذا يثبت أنه لا فرق بين زرداري ومشرف، وإن البلاد يسودها نظام حكم عسكري لكن بدون الزي.

وجرت انتخابات في فبراير 2008، تمكن فيها شريف من هزيمة حلفاء مشرف.

وأعلن الفاروق أن الحزب سيتوجه للشعب "الذي منحنا التفويض في فبراير، دون تآمر مشرف لإقصاء نواز شريف وشقيقه الأصغر من حلبة الانتخابات".