
رفضت منظمة حقوقية أمريكية تقريرا لوزارة الدفاع (البنتاجون) ادعى أن "الأوضاع في معتقل جوانتانامو تلبي المعايير التي حددتها معاهدة جنيف".
وقال المركز من أجل الحقوق الدستورية ومقره نيويورك: إن نحو 240 معتقلا في جوانتانامو محتجزون في ظروف غير إنسانية، في انتهاك للالتزامات الأمريكية التي توجبها معاهدة جنيف.
وأشار المركز إلى استمرار الحبس الانفرادي للمعتقلين وشيوع إجراءات عقابية تنتهك المعايير الأمريكية, إزاء أشخاص حرموا من حريتهم. وتحدث المركز عن أساليب من الإيذاء الجسدي والنفسي والحرمان من النوم وأكد أنها تحدث يوميا.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعدت تقريرا حول جوانتانامو بعد زيارة له قام بها المدعي العام إيريك هولدر في إطار إعداد الإدارة الأمريكية لتقييم الوضع هناك.
وقد زعمت تلك المراجعة أن "الأوضاع هناك تلبي معايير المعاملة الإنسانية التي حددتها معاهدات جنيف", ولكنها أشارت إلى أنه ما يزال هناك مجال لتحسين هذه الأوضاع, على حد قولها.
وكان أوباما قد أصدر توجيها بإغلاق المعتقل في غضون عام ومراجعة قضايا معتقليه, وستحدد المراجعة ما إذا كان سيتم الإفراج أو محاكمة أو الاستمرار في احتجاز معتقلين محددين.
وقد وصل إلى بريطانيا أمس السجين السابق في جوانتانامو بنيام محمد الذي أمضى سبع سنوات رهن الاعتقال أربعة منها في جوانتانامو.
وكان محمد مقيما في بريطانيا قبل إلقاء القبض عليه. وقال محاميه المقدّم إيفون برادلي: إنّ محمد قد تعرّض لصنوف مختلفة من التعذيب إبان اعتقاله بالمغرب منها التهديد باغتصاب زوجته.
وقال بنيام محمد: إن ما حدث له أفظع من كل الكوابيس, وأضاف في حديث له نشرته صحيفتا الجارديان والإندبندنت: "بالنسبة لي كان التعذيب مجرد كلمة"، وأشار إلى أنه ما كان ليتخيل يوما أن يجرب معنى هذه الكلمة وأن تكون الولايات المتحدة هي المشرفة على الجلادين بتواطؤ من السلطات البريطانية.
وتابع محمد: "كانت أسوأ لحظة بالنسبة لي عندما أدركت وأنا في المغرب أن جلادي كانوا يتلقون الأسئلة والمعونة من جهاز الاستخبارات البريطاني. لقد التقيت بالمخابرات البريطانية في باكستان ولقد كنت صريحا معهم".
وأكد محامون بريطانيون وأمريكيون أن بنيام محمد يعاني من اضطرابات نفسية وإصابات جسدية خطيرة جراء تعرضه لألوان من التعذيب والانتهاكات خلال فترة احتجازه.
وذكرت صحيفة الجارديان أنه أثناء الفحوص الطبية التي أجريت على محمد الأسبوع الماضي تأكد الأطباء أنه يعاني من أمراض وإصابات ناجمة عن المعاملة الوحشية التي تعرض لها طوال فترة احتجازه.
وقالت الصحيفة: إن محمد يعاني من كدمات في العديد من مناطق جسده فضلاً عن آلام معوية مزمنة بسبب سوء التغذية لفترات طويلة، كما أنه يعاني من تقرحات جلدية في اليدين والقدمية وتهتك في أربطة المفاصل، فضلا عن أزمات نفسية خطيرة.
وقال كلايف ستانفورد محامي محمد: إن موكله تعرض للضرب المبرح عشرات المرات داخل السجن الأمريكي سيء السمعة في كوبا، ويعاني من قائمة طويلة من الأمراض.
وقال محاميه إيفون برادلي: "لقد انتهك وضرب بشدة وأحيانا لا أحب أن أتذكر حتى ما حدث له وأشعر بالخجل أن بلادي تسببت في هذا".