
اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة الصومالية مقديشو، اليوم الثلاثاء، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، وجاءت هذه الاشتباكات بعد ساعات من وصول الرئيس الجديد شيخ شريف شيخ أحمد، وإعلانه قبول عرض الوساطة الذي تقدم به الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بينه وبين خصومه.
وهاجم مسلحون إسلاميون ينتمون إلى جماعة "شباب المجاهدين" أفرادا من الشرطة الصومالية وقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين بالرشاشات الثقيلة والمدفعية، كما أطلق المهاجمون وابلا من قذائف المورتر على القصر الرئاسي.
والهجوم هو الثاني الذي يستهدف القوات الإفريقية في مقديشو بعد هجوم مزدوج الأحد، أسفر عن مقتل 11 جنديا بورونديا، وهو ما دانه الرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف شيخ أحمد في مؤتمر صحفي عقده في صالة المطار لدى وصوله العاصمة مقديشو، قال فيه: "نأسف جدا الهجوم الذي طال قوات أميصوم يوم أمس"، وأضاف: "هذه القوات لم تأت لإلحاق الضرر بالشعب، وإنما لمساعدته، وهم مستعدون للخروج بسلام".
وأعلن الرئيس الصومالي الجديد قبوله لعرض الوساطة الذي تقدم به الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الداعية يوسف القرضاوي، بينه وبين خصومه في الصومال.
وبحسب رسالة بعث بها شريف ونقلت وكالة "فرانس برس" مقتطفات منها اليوم الثلاثاء، يقول شريف: "نؤكد لكم أننا ما زلنا ولا نزال نمد أيدينا لإخواننا الذين خالفونا الرأي والاجتهاد ونقول لهم تعالوا إلى تمكين الاسلام وتحقيق الحرية والسلام الذي سعينا إليه وجاهدنا من أجله حتى نستطيع قيادة هذا الشعب معا لبر الأمان والبناء والتعمير والتطبيق الصحيح للشريعة الإسلامية".
وتمنى شريف "أن يستجيب الإخوة لنداء الشيخ القرضاوي وأن يجري الخير على يديه ويجعل الله من فضيلة الشيخ سببا للم الشمل للانطلاق لبناء الصومال من جديد".
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أكد بعد انتخاب الرئيس الصومالي الجديد استعداده لرعاية أي حوار أخوي وجدي بين الشيخ شريف والفصائل المعارضة في أقرب وقت ممكن وفي أي مكان يختارونه، واستعداده لإرسال وفد رفيع المستوى من المكتب التنفيذي ومجلس الأمناء للقيام بهذا الواجب".
من جانبه، عبر الشيخ نور بارود غرحن عضو في لجنة العلماء للمصالحة والتصحيح عن استيائه من الهجوم الذي شنته حركة شباب المجاهدين على القوات الإفريقية والتي وصفها بأنها انتهاك لأحد بنود البيان الصادر من لجنة المصالحة والتصحيح الذي دعا المقاتلين الإسلاميين إلى وقف الهجمات على قوات أميصوم خلال 120 يوما.
وكان اجتماع للعلماء اختتم أعماله قبل أيام قد طالب المقاتلين بالكف عن الهجمات التي تستهدف القوات الأفريقية كما طالب تلك القوات بالرحيل عن الصومال بعد انتهاء تفويضها الذي سينتهي بعد ثلاثة أشهر.