أنت هنا

29 صفر 1430
المسلم- مواقع فلسطينية

اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تقرير منظمة "أمنستي إنترناشيونال" (العفو الدولية) المتعلق بالحرب "الإسرائيلية" الأخيرة ضد قطاع غزة يساوي بين الضحية والجلاد. واتهم تقرير صدر عن المنظمة صباح اليوم الاثنين كلا من "إسرائيل" وحماس بارتكاب جرائم حرب.

وكانت العفو الدولية قد دعت مجلس الأمن في تقرير لها إلى فرض حظر على توريد الأسلحة للطرفين بسبب استهدافهم المدنيين مما يشكل جريمة حرب. وقالت المنظمة في تقريرها إن لديها أدلة على أن "إسرائيل" وحماس استخدمتا أسلحة من مصادر خارجية لشن هجمات على مدنيين.

ومن جانبه، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الاثنين إن مطالبة "أمنستي" غير متوازنة وغير منصفة، وأنها تساوي بين المجرم الحقيقي والضحية.

وشدد برهوم على أنه "ليس من ثمة أية دولة تصدر السلاح إلى حماس في حين يتم تصدير السلاح إلى العدو الصهيوني من دولٍ محورية ودول عظمى، وتُعقد هذه الصفقات تحت سمع وبصر العالم أجمع ولا يحرك أحد ساكنا".

وأوضح أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" "تستخدم الأسلحة الذرية والفتاكة والفسفورية وأسلحة الدمار الشامل في استهداف الشعب الفلسطيني الأعزل"، في حين أن المقاومة الفلسطينية تحاول الدفاع عن هذا الشعب. وأكد على أن "الشعب الفلسطيني هو فقط الذي يملك سلاحـًا بسيطـًا من أجل الدفاع عن النفس فقط، وللتأكيد على حقه المشروع في فلسطين وحقه في تحرير أرضه من العدوان، وهذا ما أكدته وكفلته كافة الشرائع والقوانين الدولية".

وأعرب برهوم عن قلق حماس من أن التقرير يضلل الرأي العام، بحيث قد يستخدم كذريعة من قبل الاحتلال الصهيوني في شن هجماته على الشعب الفلسطيني الأعزل أو قد تستخدمه دول أخرى كذريعة لاستمرار محاصرة الشعب الفلسطيني.

وطالب المتحدث المنظمة "بمراجعة مواقفها غير السوية"، قائلا إن "الأجدر بها أن تساهم في جمع الأدلة الدامغة لمحاكمة الاحتلال الصهيوني وقيادته المجرمة كمجرمي حرب كما تفعل الآن الكثير من المنظمات الحقوقية والإنسانية ودول كثيرة منها أوروبية، بدل أن تساوي في معظم الأحيان بين المجرمين والضحايا".

يذكر أن تقرير أمنستي اتهم "إسرائيل" باستخدام الفوسفور الأبيض وأسلحة أخرى مصدرها الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، خلال حربها على غزة. كما اتهم حماس بإطلاق صواريخ مدعيا أنها حصلت عليها عن طريق "التهريب" وأطلقتها على "المناطق المدنية جنوبي إسرائيل".

واعتبرت المنظمة أن الصواريخ التي تطلقها حماس -وإن كانت ليست في مستوى فتك الفسفور الأبيض- إلا أنها تعتبر من جرائم الحرب أيضا.

ومن جانبها، ردت الحكومة "الإسرائيلية" على التقرير باتهام أمنستي بعدم الحيادية، نافية استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح ضد الأفراد خلال عمليتها، بالرغم من اعتراف قادتها باستخدام السلاح للتمويه على تحركات الجنود. وقالت الحكومة إن التقرير لم يتطرق إلى ما زعمت أنه "استخدام حماس للمدنيين كدروع بشرية".

وتعتزم منظمات حقوقية التقدم بدعاوى لمحاكمة قادة الحرب "الإسرائيليين" لارتكابهم جرائم حرب في القطاع.