أنت هنا

28 صفر 1430
المسلم-متابعات:

بدأت سلطات الاحتلال الصهيوني عملية إبعاد جماعي للفلسطينيين من وسط مدينة القدس، حيث تلقى أصحاب 80 منزلاً يعيش فيها نحو 1500 فلسطيني أوامر باخلاء منازلهم تمهيداً لهدمها، بحجة عدم وجود تراخيص لبنائها، ما يعد أكبر عملية "ترانسفير" في المدينة المقدسة منذ احتلالها.

 وتقع المنازل المهددة بالإزالة في حي البستان الواقع إلى جنوب المسجد الأقصى، ويعود بناؤها الى ما قبل العام 1967 عندما احتلت "إسرائيل" القطاع الشرقي من المدينة المقدسة.

من جهته أعلن الأمين العام للهيئة الإسلامية لنصرة القدس الدكتور حسن خاطر أن سكان حي "البستان" جنوب المسجد الأقصى أصبحوا اليوم في دائرة الخطر الحقيقي، وبخاصة بعد أن ألغت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء "الاسرائيلية" المخطط الذي كان قد قدمه أهالي الحي، وقد جاء هذا الالغاء نتيجة مصادقة اللجنة على مخطط آخر للمنطقة نفسها قامت باعداده بلدية الاحتلال.

وبموجب المخطط الجديد سيتم إزالة القسم الأكبر من حي البستان وتشريد سكانه وتجريف الحي وتحويله الى حدائق عامة، وذلك ضمن مخطط واسع يهدف الى تهويد محيط المسجد الأقصى.

وناشد الدكتور حسن خاطر سكان حي البستان التنبه لهذا الخطر وعدم الوقوع في هذا الفخ والتمسك الى النهاية بحيهم ومنازلهم، لأن اخلاء هذا الحي يعني إعطاء الفرصة التي طالما تمناها الاحتلال للإطباق على الأقصى والبلدة القديمة من الناحية الجنوبية، الأمر الذي سيسهل عليه تنفيذ باقي أجزاء هذا المخطط الهادف إلى اخلاء معظم الأحياء العربية ومن ثم إخلاء البلدة القديمة من كل المواطنين المقدسيين.

وأوضح أن "ما قامت به سلطات الاحتلال مؤخرا من اغلاق للبوابات الحديدية والفتحات التي كانت تربط الرام وضاحية البريد بالقدس، يندرج ضمن سياسة التخلص من المواطنين المقدسيين واخراجهم خارج مدينة القدس سعيا لتجريدهم من مواطنتهم المقدسية" .

وبين خاطر أنه "في الوقت الذي شرعت فيه سلطات الاحتلال في استهداف حي البستان جنوب الأقصى تشرع أيضا في استهداف حي الشيخ جراح شمال الأقصى".

من جهته، أفاد المحامي أحمد الرويضي رئيس وحدة القدس في رئاسة السلطة الفلسطينية بأن اجتماعاً مهماً وطارئاً سيُعقد اليوم الاثنين في مقر الرئاسة لبحث التداعيات الخطيرة لقرارات الهدم التي اصدرتها سلطات الاحتلال بحق 88 منزلاً، وتشريد نحو ألفٍ وخمسمائة مواطن مقدسي في حي البستان ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.

ويأتي هذا الاجتماع على ضوء خطورة موضوع حي البستان، وأثره على مستقبل مدينة القدس.ومن المتوقع أن يخرج الاجتماع بتوصيات للعمل والتحرك على المستويات السياسية والدولية والقانونية.

وكانت طواقم من بلدية الاحتلال والشرطة "الإسرائيلية" داهمت اليوم حي البستان وأجرت عمليات تصوير وقياسٍ بالليزر لعدد من منازل الحي، فيما تتواصل جهود سلطات الاحتلال في محاولاتها لإغراء أصحاب المنازل بتوفير بدائل لهم رفضها المواطنون بشكل حازم.

الى ذلك، دعت المؤسسات الأهلية والوطنية المقدسية إلى تنظيم فعاليات احتجاجية وأخرى تضامنية مع سكان الحي، وبدء الاستعدادات للدفاع عن الحي ومنازله وسكانه.