
حظرت السلطات النيجيرية التجول في مدينة بوتشي شمال شرقي البلاد اليوم الأحد في أعقاب مقتل 5 أشخاص خلال اشتباكات دينية بين مسلمين ونصارى في المدينة أمس السبت، بسبب قيام نصارى بإحراق عدد من المساجد، وهو ما دفع المسلمين إلى الرد بإحراق بعض الكنائس.
وقال الناطق باسم حاكم ولاية بوشي مايغاري محمد كنا لوكالة فرانس برس اليوم الأحد إن حظر التجول أعلنه الحاكم عيسى يوغودا عبر الإذاعة ليلة أمس في سبعة أحياء طالتها أعمال العنف، وأضاف: "بات الأمر ضروريا للحد من العنف لأن مرتكبيه يستفيدون عادة من الظلام لشن هجماتهم". وأكد أن عددا من الجنود نشر في الأحياء المعنية بعد انسحاب قوات الشرطة بأمر من الحكومة.
ورفض الناطق تحديد عدد الضحايا في الاشتباكات، لكن موازو هردوا أحد سكان بوشي قال لوكالة فرانس برس: "رأيت خمس جثث في الشارع هذا الصباح، إحداها كانت محترقة". وأضاف "إن إحدى الجثث كانت لواحد من خمسة شبان مسلمين أصيبوا برصاص الشرطة التي وصلت لإعادة الهدوء عندما كان الحشد يريد إحراق كنيسة. وأدخل الشبان الأربعة الآخرون إلى مستشفى بوشي".
وكانت السلطات المحلية قد اعتبرت أن التوتر بين المسلمين والنصارى بدأ بعد خلافات بين الجانبين حول الأماكن التي يحق للمصلين من الجانبين أن يوقفوا سياراتهم بها.
لكن شهود عيان أفادوا بأن نصارى قاموا بإحراق مسجدين في حي شعبي في بوشي خلال الليلة التي سبقت اشتعال الاشتباكات، ما أدى إلى قيام المسلمون يوم السبت بإحراق كنيسة ومهاجمة نصارى.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين المسلمين والنصارى في مدينة جوس وسط نيجيريا في نوفمبر الماضي وأسفرت عن مقتل 200 معظمهم من المسلمين. وكانت تلك الخلافات بسبب تزوير الانتخابات لصالح مرشحين نصارى في منطقة غالبية سكانها من المسلمين.
وقالت منظمة الصليب الأحمر حينئذ ان ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص فروا من منازلهم. وقد شوهدت جماعات غاضبة وهي تجوب الشوارع وتشعل الحرائق في البيوت والمساجد والكنائس.
كما شهدت نيجيريا اضطرابات طائفية عام 2001، حيث قتل أكثر من ألف شخص في مواجهات بين مسلمين ونصارى في جوس بالمنطقة الواقعة فيما يعرف بـ "الحزام الأوسط" الخصب، الذي يفصل المسلمين في الشمال عن نصارى الجنوب.
وفي عام 2004 أعلنت حالة الطوارئ في ولاية بلاتو عقب مقتل 200 مسلم في مدينة يلاوا في هجمات شنتها مليشيات نصرانية.