
دعا كاتب بصحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول أخطاء الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي شن حربين في العالم الإسلامي واعتقل آلاف المسلمين بتهم تتعلق "بالإرهاب". ويأتي ذلك فيما تستمر السياسات المتبعة بحق المعتقلين في سجن "باجرام" الأمريكي في أفغانستان خلال عهد الرئيس الحالي باراك أوباما.
وقال الكاتب الأميركي جيمس كافالارو في مقاله الذي نشر السبت إن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق يعد أمرا ضروريا، داعيا إلى مراجعة الأخطاء التي اقترفت في فترة إدارة بوش خاصة فيما يتعلق بما يسمى "الحرب على الإرهاب".
وقال كافالارو إنه يمكن للولايات المتحدة مراجعة الذات وأخذ العبرة من جاراتها اللاتينيات التي اتهمت باقتراف انتهاكات متنوعة أثناء الحروب الأهلية في سبعينيات القرن الماضي ، مثل اختطاف المعارضين السياسيين وتعذيبهم لانتزاع المعلومات، ثم القيام بإعدامهم، مشيرا إلى أن هناك تشابها كبيرا بين تلك الانتهاكات والانتخاكات التي اقترفتها الإدارة الأميركية السابقة.
وقال إن الأنظمة السياسية ذات طبيعة استبدادية في دول أميركا اللاتينية مثل الأرجنتين وتشيلي وجواتيمالا، حيث إن السلطات القضائية لا تتمتع بالاستقلال وفشلت في الإشراف على الأعمال التي كانت تقوم بها الوكالات التنفيذية، مثل قتل المشتبه فيهم خارج نطاق القانون.
وبنفس الطريقة، قامت إدارة بوش بانتهاكات على مدار السنوات الثماني الماضية في "الحرب على الإرهاب" مثل التعذيب وحالات الاختفاء القسري، والقتل خارج نطاق القانون، وذلك دليل على عدم استقلال القضاء في الولايات المتحدة أيضا.
لكن الواقع أن حقوق الإنسان تلقى احتراما كبيرا في الدول اللاتينية في الوقت الحاضر، على عكس الولايات المتحدة، التي باتت أوضاع حقوق الإنسان فيها منتهكة خاصة فيما يتعلق بالمعتقلين. وعزا الكاتب ذلك إلى قيام تلك الدول بتشكيل لجان لتقصي الحقائق في كل الجرائم السابقة في سبيل أن تأخذ العدالة مجراها.
واختتم الكاتب بالدعوة إلى تشكيل لجان خاصة لتقصي الحقائق بشأن أخطاء السنوات الثماني لإدارة بوش، مضيفا أنه "إذا كنا نريد السيطرة على مصيرنا، فلا بد لنا من استعادة ماضينا"، على حد تعبيره. "إذ بدون قيامنا بأنفسنا بمعرفة ماضينا نحن الأميركيين، فقد لا يمكن التنبؤ بما هو في ضمائر الأفراد والأمم الأخرى تجاهنا".
وتتواكب دعوة الكاتب الأمريكي مع الإعلان عن تغيير اسم المعتقل سيئ السمعة في العراق "أبو غريب" إلى سجن بغداد المركزي. كما أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدى توليه الرئاسة الشهر الماضي أمرا بإغلاق معسكر جوانتانامو في كوبا الذي يعتقل فيه عدد من المتهمين بـ"الإرهاب" والذي يشهد انتهاكات وتعذيب بشتى الصور.
لكن في الوقت نفسه أبقت إدارة أوباما على النهج المتبع في معاملة المعتقلين في سجن باجرام في أفغانستان والذي يشهد تعذيبا وانتهاكات وسوء معاملة. فقد أبلغت الإدارة قاضيا اتحاديا أمس الجمعة، بالاستمرار في نهج كان سائدا من قبل يقضى بأنه ليس من حق المعتقلين بالقاعدة الأميركية إقامة دعوى قضائية أمام المحاكم الأميركية.
وبالرغم من أمر إغلاق جوانتانامو، إلا أن أوباما "لم يقرر بعد" ما سيفعله بشأن المعتقل المؤقت بالقاعدة العسكرية الأميركية في باجرام، حيث تحتجز الحكومة الأميركية أكثر من ستمائة سجين.