أنت هنا

26 صفر 1430
المسلم- وكالات

أرسلت السلطات المصرية المئات من قوات الشرطة إلى الحدود المصرية مع قطاع غزة في مسعى لمنع الفلسطينيين المحتجين على إغلاق المعبر من عبور الحدود. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الخارجية المصرية عن بدء المحادثات بين الفصائل الفلسطينية الأربعاء المقبل.

وقال مسؤول أمن مصري طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريحات لرويترز السبت إن المئات من قوات الشرطة أرسلت بالفعل إلى الحدود مع قطاع غزة خوفا من أن يحاول فلسطينيون دخول سيناء. وأاف المسؤول: "لدى الجانب المصري معلومات تفيد اعتزام المئات من الفلسطينيين القيام بمسيرة أمام بوابة معبر (رفح) من الجانب الفلسطيني للمطالبة بفتحه بشكل دائم".

وقال المسؤولون إنه تم نشر 400 جندي من قوات مكافحة الشغب في منطقة الحدود في إجراء وقائي.

ويعتبر المعبر هو البوابة الوحيدة بين قطاع غزة والعالم حيث تقع جميع المعابر الأخرى في يد الاحتلال الإسرائيلي. وتصر مصر على إغلاق المعبر ولا تفتحه إلا لبعض الحالات الطارئة، كما تمنع وصول المعونات والمساعدات الإغاثية إلى الفلسطينيين من خلاله، في حين تسمح بمرور بعض المساعدات الدوائية.

وواجهت الحكومة المصرية انتقادات داخلية وخارجية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي لأنها قيدت الحركة من خلال المعبر الحدودي أثناء الحرب التي شنتها "إسرائيل" على القطاع والتي استمرت ثلاثة أسابيع وانتهت بوقف لإطلاق النار يوم 18 يناير، إلا أنه يتعرض لخروقات بشكل دائم. وتجاوز عدد الشهداء في الحرب الغاشمة 1300 فلسطيني كما وصل عدد الحرجى إلى أكثر من 5 آلاف.

وكان مئات الفلسطينييون قد حطموا جزئا من الأسيجة الفاصلة بين القطاع وسيناء في يناير 2008 بعد أن اشتد بهم الحصار، حيث دخل آلاف الفلسطينيون إلى سيناء لشراء احتياجاتهم الضرورية من الغذاء والدواء والوقود، مما نشط حركة البيع والشراء في الاقتصاد المصري. لكن السلطات المصرية أعادت إغلاق المعبر بعد ذلك.

ويعاني القطاع من حصار شديد منذ انقلب عناصر من حركة فتح على الحكومة الفلسطينية المنتخبة التي تقودها حماس، ما أدى إلى اتخاذ الحكومة إجراءات مشددة تجاههم.

من جانب آخر، قالت وزارة الخارجية المصرية يوم السبت إن المحادثات بين فتح وحماس بهدف تهدئة الأجواء المتوترة بين الفصائل الفلسطينية ستبدأ يوم الأربعاء القادم.

وكان من المقرر بدء الحوار بين حماس وفتح في القاهرة يوم الأحد إلا أنه أرجيء الأسبوع الماضي.

ويعتبر إنهاء الانقسامات بين حركتي حماس وفتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أساسا لإنهاء الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" ومصر على القطاع منذ فوز حماس بالانتخابات البرلمانية عام 2006.