
تبث هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) برنامجاً وثائقياً، اليوم السبت، على قناتها الأولى، يكشف أن طهران عرضت التعاون مع أمريكا لإسقاط نظامي "طالبان" في أفغانستان وصدام حسين في العراق، ووقف الهجمات على القوات البريطانية في جنوب العراق، مقابل إسقاط الغرب معارضته للبرنامج النووي الإيراني.
وكشف عن هذه الحقيقة سفير المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة جون سوارز، الذي قال إن الإيرانيين قدموا هذا العرض خلال مباحثات خاصة غير رسمية بأحد فنادق العاصمة البريطانية لندن، وفعلوا الشيء نفسه في باريس وفي برلين.
وقال السفير البريطاني: "إن الايرانيين أرادوا مواصلة العمل في برنامجهم النووي من دون إعاقة أو عرقلة".
وذكرت (بي بي سي) أنه برز من خلال المقابلات التي أجراها برنامجها الوثائقي مع مسؤولين ايرانيين وأمريكيين في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أن طهران عرضت التعاون على نحو وثيق مع الولايات المتحدة لإسقاط حركة "طالبان" وإبعاد تنظيم "القاعدة" عن أفغانستان، وقدمت معلومات استخباراتية دقيقة تحدد بدقة مواقع مقاتليهما لقصفها.
من جهة أخرى، كشفت مصادر أمريكية مطلعة عن أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تدرس حالياً بجدية إمكان تزويد قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان بما تحتاجه من دعم لوجستي عن طريق الطرق البرية والموانئ الإيرانية الواقعة على الخليج العربي.
ومن الجدير بالذكر أن الاعتماد على الموانئ الإيرانية ومرافق النقل الداخلي الإيراني في دعم الاحتلال الأمريكي في أفغانستان يجعل من المستحيل في الوقت نفسه فرض عقوبات صارمة بما فيه الكفاية لردع نظام طهران عن تطوير البرنامج النووي الإيراني.
من جهته، أوضح رئيس "مركز الدراسات الاستراتيجية بدبي" والباحث السعودي عبدالعزيز الصقر في حديث لصحيفة "الوطن" الصادرة اليوم أن الذي يجمع الإيرانيين والأمريكيين هو "اتفاقهم المبدئي ضد وجود دولة سنية قوية في أفغانستان أو باكستان، وهو ما سيجعلهما يتجاوزان ما بينهما من خلافات والتعاون في الحرب على حركة (طالبان)".
في هذه الأثناء، اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، أنه تم استبعاد الخيار العسكري لوضع حد لطموحات إيران النووية، وذلك بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما السلطة.
وقال البرادعي رداً على سؤال خلال برنامج تلفزيوني أعدته قناة (تي في 5 العالم) و(إذاعة فرنسا الدولية) وصحيفة "لوموند" من المقرر أن يبث غدا الأحد بشأن ما إذا تم استبعاد اعتماد الخيار العسكري ضد إيران مع رحيل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش: "أعتقد ذلك".