أنت هنا

23 صفر 1430
المسلم- وكالات

سمحت محكمة بريطانية يوم الأربعاء بترحيل أحد زعماء تنظيم القاعدة إلى الأردن برغم مخاوف من احتمال تعرضه للتعذيب.

وقضت محكمة اللوردات التي تعد أعلى محكمة في بريطانيا بإمكانية أن تقوم السلطات التي تحتجز وأبو قتادة الأردني الجنسية الذي تعتبره لندن "إرهابي دولي كبير" إلى بلاده.

واعتبر قرار المحكمة انتصارا لوزارة الداخلية في حملتها الطويلة لترحيله من بريطانيا والذي واجه معارضة شديدة من جانب حقوقيون بسبب ممارسات تعذيب متوقعة لدى عودته إلى الأردن التي تطلبه في اتهامات بالارهاب.

وبهذا القرار يسقط حكم سابق لمحكمة الاستناف بريطانية بهذا الخصوص. وقالت وزيرة الداخلية جاكي سميث في بيان: "أنا سعيدة بقرار اللوردات"، مضيفة ان القرار "يبرز التهديد الذي يمثله هؤلاء الأفراد على أمننا القومي ويبرر جهودنا من أجل ترحيلهم". وأشارت إلى أن أمر الترحيل سيصدر اليوم الأربعاء.

كما حكمت المحكمة لصالح الحكومة فيما يتعلق بمحاولتها ترحيل رجلين آخرين للجزائر. وكانت الحكومة قد سعت لمواجهة مخاوف جماعات حقوق الإنسان بشأن التعذيب من خلال التوصل إلى اتفاقيات خاصة مع الدول المعنية بعدم تعرض المرحلين لسوء المعاملة. ويمكن للرجال الثلاثة عرض قضيتهم على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

وأبو قتادة الذي وصفه قاض أسباني بأنه اليد اليمنى لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في أوروبا، هو أحد عدة أشخاص عرب تحاول الحكومة البريطانية ترحيلهم لدواعي الأمن القومي فيما تعترف أنها لا تمتلك الأدلة الكافية لتقديمهم إلى المحاكمة.

وأدين أبو قتادة الذي ينفي انتماءه للقاعدة غيابيا في الأردن بالتورط في هجمات إرهابية هناك في مارس وإبريل 1998 وصدر ضده حكم باللسجن المؤبد.

وتقول بريطانيا إن 18 تسجيل فيديو لخطب أبو قتادة عثر عليها في شقة بألمانيا عاش فيها ثلاثة من خاطفي الطائرات التي استخدمت في هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

وكانت السلطات البريطانية ألقت القبض عليه عام 2002 بموجب قوانين علق العمل بها حاليا كانت تسمح باعتقال أجانب يشتبه في تورطهم في الإرهاب بدون توجيه اتهامات. وأطلق سراحه في وقت لاحق بكفالة لكنه اعتقل مرة أخرى عام 2005.

وفي إبريل 2008 تغلب أبو قتادة على محاولة لترحيله بعد أن قال قضاة إنه لن يخضع لمحاكمة عادلة في الأردن. كما أطلق سراحه في يونيو قبل أن يعاد إلى السجن في ديسمبر لانتهاكه شروط الإفراج.

وخلال جلسة استماع سابقة في قضيته أعلن أبو قتادة رغبته في أن يغادر بريطانيا بطريقة قانونية لأي دولة ما عدا الأردن وأنه يسعى للعيش في الأراضي الفلسطينية حيث ولد.