
دعا نائب وزير الخارجية الألماني جيرنوت إيرلا إلى البدء في حوار مع ممثلي حركتيْ طالبان والمقاومة الإسلامية (حماس) وإشراكهما في أي مفاوضات لحل المشكلات القائمة في أفغانستان والشرق الأوسط.
وقال إيرلا في مقابلة مع أسبوعية دير شبيجل: إنه "دعا بشكل شخصي إلى هذا الحوار الذي يجد آذانا صاغية ويناقش الآن باستفاضة داخل الإدارة الأمريكية الجديدة".
وأضاف: إن الغرب فوت فرصة ذكية برفضه في مؤتمر أفغانستان بمدينة بون الألمانية عام 2002 إشراك حركة طالبان في مجلس شورى القبائل الأفغانية (اللويا جيرجا). وتابع قائلا: "بعد إسقاط نظام طالبان لم ندرك طبيعة المهمة الخطرة التي تنتظرنا في أفغانستان".
ودعا نائب وزير الخارجية الألماني إلى فتح نقاش نقدي حول علاقة الغرب "بقضية نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق المرأة في أفغانستان"، وأوضح أن "أهم سبب للتدخل العسكري الغربي في هذا البلد كان الحيلولة دون وقوع هجمات مماثلة لأحداث سبتمبر 2001 ", على حد قوله.
كما دعا الغرب إلى التحلي بالشجاعة والاعتراف بأن قيمه ومبادئه ليست مناسبة لأفغانستان الجديدة، وأضاف "لا نريد صراعا للحضارات ونرفض إكراه الآخرين على القبول بتصوراتنا بقوة السلاح".
ورأى المسؤول الألماني أن النزاع في الشرق الأوسط سيصبح أكثر صعوبة وتعقيدا إذا لم يتم إشراك جميع الأطراف المعنية في التفاوض حوله، وقال: إن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا في غزة يمثل إجراءًا مؤقتا، وبدون إشراك حماس في المفاوضات فلن يكون هناك حل دائم لهذا النزاع.
وكانت حركة طالبان قد رفضت عدة دعوات للحوار مع الاحتلال في أفغانستان وأكدت على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية أولا من البلاد للموافقة على الحوار. أما حركة حماس فتعاني من حصار سياسي منذ وصولها للحكم, حيث ترفض الإدارة الأمريكية التفاوض معها بشكل رسمي نزولا على رغبة الاحتلال الصهيوني.