
حذر مسؤول سوداني بارز يوم الاثنين من أن التحركات الهادفة إلى توجيه الاتهام للرئيس عمر البشير بارتكاب جرائم حرب في دارفور ستدمر محادثات السلام التي تجرى في الدوحة مع جماعات متمردة، وقد تؤدي إلى ردود فعل ضد الحكومات التي قد ترفض التعامل معه بسبب هذه الاتهامات.
وقال محمد المهدي مندور المهدي رئيس أمانة الشؤون السياسية في حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير لرويترز إن أمر الاعتقال سيدمر المفاوضات الدائرة في قطر بين السودان وحركة العدل والمساواة المتمردة التي تحمل السلاح وتقاتل القوات الحكومية في دارفور. وأضاف المهدي إن القرار الوشيك زاد بالفعل من تعقيد المفاوضات.
ومن المتوقع أن يتخذ قضاة المحكمة الجنائية الدولية خلال أسابيع قرارهم بشأن إصدار أمر اعتقال ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بسبب مزاعم بأنه دبر أعمال إبادة في دارفور.
وبدأت الحكومة السودانية المحادثات مع الحركة في الأسبوع الماضي بعد ست سنوات تقريبا منذ حمل المتمردون السلاح متهمين الحكومة بتجاهل مطالبهم وإهمال تطوير مناطقهم. ويقول خبراء دوليون إن الصراع راح ضحيته 200 ألف شخص ودفع 2.7 مليونا لترك منازلهم.
وقال المهدي إن حركة العدل والمساواة المتمردة تشجعت لطرح مطالب غير معقولة خلال المحادثات ووعد زعيمها بملاحقة البشير فور صدور أمر القبض مما يقوض العملية بأكملها.
وقال في مقابلة أنهم رفعوا سقف مطالبهم ويطلبون أن يصبحوا حكاما لدارفور وحكاما للإقليم المجاور لها كردفان، كما يسعون إلى تقاسم السلطة مع حزب المؤتمر الوطني.
وأوضح أن صدور أمر القبض سيفسد المفاوضات وإن المتمردين سيطرحون مطالب أخرى وسيصبح من الصعب جدا الاستمرار في التفاوض.
وأكد المهدي أن الحكومة السودانية لن تنسحب من المحادثات وإنما ستبذل جهدها للتوصل إلى حل مقبول إذا صدر أمر القبض.
وأضاف إن السودان سيتخذ أيضا إجراءات ضد القوى الأجنبية والدبلوماسيين إذا أظهروا أي علامة على الاستخفاف بالرئيس عند صدور أمر الاعتقال. وقال إنه إذا تبنت هذه الحكومات مواقف سلبية نحو الرئيس وأظهرتها أو صرحت بها فإن الحكومة السودانية سترد على ذلك.
كما رفض المهدي التصريح بنوعية العقوبات التي يمكن أن تواجهها كما لم يحدد دولا بعينها. لكن المسؤولين السودانيين كرروا مؤخرا انتقاداتهم للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي قالوا إنها استخدمت سلطتها كأعضاء دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي لمنع التحرك نحو تأجيل القضية أمام المحكمة الجنائية الدولية.