وقعت الحكومة الباكستانية مع مولانا صوفي ممثل الجماعات الإسلامية الموالية لحركة طالبان اتفاقا يقضي بتطبيق الشريعة الإسلامية في وادي سوات شمال غرب البلاد التي تسيطر الحركة عليه، مقابل أن توقف الحركة تحركاتها ضد الأهداف الحكومية.

وصرح وزير الإعلام في المنطقة ميان افتخار حسين للصحفيين الاثنين قائلا: "اليوم تم التوقيع على اتفاق بين حكومة الولاية الحدودية الشمالية الغربية ومولانا صوفي محمد". وأضاف إن "كافة القوانين المخالفة للشريعة ستلغى وسيتم تطبيق الشريعة بموجب هذا النظام القضائي".

وسيغطي الاتفاق منطقة مالاكاند شمال غرب باكستان وهي إحدى مناطق الولاية التي يقع فيها وادي سوات المضطرب. وقال أميد حيدر خان، الوزير الأول للولاية على أن هذا الاتفاق لا يعد انتهاكا للدستور الباكستاني".

ويعتبر مولانا صوفي محمد هو ممثل الجماعات الإسلامية التي تقاوم الاحتلال الأمريكي لأفغانستان وتقطع خطوط إمداده القادمة عبر باكستان. وقال صوفي محمد إن المحادثات كانت ناجحة.

وأضاف: "عكفنا على إجراء محادثات مع الحكومة منذ وقت طويل حول ميثاق يضم 22 نقطة، وكان هناك خلاف بشأن خمس نقاط تمكنا من تجاوزه أمس الأحد".

وكانت الجماعة قد أعلنت أمس الأحد وقف إطلاق النار لمدة 10 أيام، لحين التفاوض مع الحكومة الباكستانية حول تطبيق الشريعة الإسلامية في سوات.

وقال الناطق باسم طالبان مسلم خان إن القرار بادرة حسن نية قد يتم تثبيتها في حال التوصل إلى اتفاق الاثنين حول تطبيق الشريعة الإسلامية في تلك المنطقة، وهو ما تم بالفعل.

وفشل اتفاق سلام وقعه الطرفان في العام المنصرم، حيث تتبادل الحكومة وطالبان الاتهامات بانتهاكه.

وتشتد المقاومة الطالبانية ضد القوات الأجنبية المحتلة لأفغانستان والقوات الباكستانية الموالية للاحتلال في مناطق القبائل في شمال غرب باكستان. وتعتبر هذه المناطق معاقل لمقتلي طالبان وتنظيم القاعدة الذين لجأوا إليها بعد إسقاط بنظام طالبان في أفغانستان في أواخر 2001.

وتحول وادي سوات الذي اشتهر سابقا لجماله الطبيعي إلى ساحة حرب منذ مقاتلة القوات الباكستاني لقوات طالبان باكستان التي أعلن شيخها مولانا فضل الله حملة تهدف إلى تطبيق شرع الله في المنطقة. وشنت القوات الباكستانية حربا ضد فضل الله لكنها خسرتها بسبب تأييد السكان الواسع للفكرة.

ولقى أكثر من ألف مدني مصرعه في الصراع بين الجانبين بسبب القصف المستمر من جانب الجيش الباكستاني، والمواجهات مع طالبان.