أنت هنا

21 صفر 1430
المسلم- صحف

ذكرت صحف جزائرية يوم الاثنين أن ثمانية جنود جزائريين قتلوا في هجوم لمتمردين يعتقد أنهم تابعون لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. وفي واقعة  منفصلة ذكرت الصحف أن قوات الأمن الجزائرية قتلت عضوا بارزا بالتنظيم بناء على معلومات حصلت عليها من عضو سابق قادتهم إلى تحديد مخبأه.

وتأتي تلك الوقائع بعد أيام من مقتل سبعة أشخاص في انفجار قنابل على الطريق، والتي تلت إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه ترشحه لرئاسة الجمهورية.

ونقلت صحيفة الخبر اليومية الجزائرية عن مصدر محلي لم تكشف عنه قوله إن المتمردين فجروا قنبلة أمس الأحد أثناء مرور شاحنة تابعة للجيش الجزائري في قرية سطح قنتيس قرب بلدة تبسة الحدودية الواقعة على بعد 700 كيلومتر شرقي العاصمة الجزائر، مما أسفر عن مقتل خمسة جنود وإصابة أربعة آخرين.

وأضافت الصحيفة أن "متشددين إسلاميين" قتلوا أيضا بالرصاص ثلاثة جنود في نقطة تفتيش وهمية بمدينة برج منايل في منطقة بومرداس شرقي العاصمة. وهذه المنطقة تعتبر معقلا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وأشارت إلى أن الجنود لم يكونوا في نوبة عمل وأنهم كانوا يرتدون ملابس مدنية ويستقلون حافلة عندما أوقفهم عدد من المسلحين كانوا يتنكرون في زي جنود. وأمر المتمردون كل الركاب بالنزول من الحافلة حتى يجرون ما وصفوه بأنه تفتيش روتيني.

ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تكشف عنه قوله إنه عندما قال أحد الجنود للمتمردين "نحن زملاء" قام المسلح بقتل الجنود بالرصاص على الفور.

وبهذه الحصيلة يصل عدد الأشخاص الذين قتلهم التنظيم في الجزائر إلى 15 شخصا منذ 12 فبراير عندما أعلن الرئيس بوتفليقة أنه سيخوض الانتخابات ليتولى الرئاسة لفترة ثالثة. وتأتي الهجمات بعد فترة هدوء نسبي في الجزائر.

وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي جناح القاعدة في شمال إفريقيا والذي كان يعرف في السابق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال مسؤوليته عن عدد من الهجمات والتفجيرات التي وقعت في الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية. والتنظيم هو ما تبقى من حركة تمرد أوسع نطاقا هزت الجزائر في التسعينيات من القرن الماضي وقتلت ما يقدر بنحو 15 ألف شخص. وتراجعت أعمال العنف كثيرا بعدما أصدرت الحكومة الجزائرية قرارات عفو متعاقبة لتشجيع المتمردين التائبين على إلقاء السلاح، في ظل حملة مصالحة وطنية.

لكن عدة مئات من المتشددين أطلقوا على أنفسهم اسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل سنتين ونفذوا حملة تفجيرات قاتلة في مناطق حضرية انطلاقا من معقلهم في الجبال بمنطقة القبائل شرقي العاصمة الجزائرية.

لكن بوتفليقة قال في خطاب له في العاصمة الجزائرية يوم الخميس الماضي إن الباب لا يزال مفتوحا أمام المتمردين لإلقاء السلاح والاستفادة من العفو.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة النهار اليومية الجزائرية أمس الأحد عن مصدر لم تذكر اسمه أن السلطات الجزائرية قتلت عضوا في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو مراد بوزيد البالغ من العمر 65 عاما والذي يعرف أيضا باسم عمي سليمان.

وذكرت الصحيفة المتخصصة في الشؤون الامنية أن بوزيد كان يتمتع بالقبول وله دور كبير في تجنيد وإثارة حماس مقاتلي القاعدة الشبان. وأشارت إلى أنه كان يختبيء في بلدة يسر على بعد 55 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائرية وتم الوصول إليه بمساعدة سكان محليين، حيث تم اقتفاء أثره باستخدام معلومات من علي بن طواتي الذي يعرف أيضا باسم أمين أبو تميم وهو شخصية بارزة أخرى في التنظيم كان قد سلم نفسه في أواخر يناير للاستفادة من العفو الحكومي الممنوح لمن يلقي السلاح.