
أكد أسير جزائري سابق في جوانتانامو أن محققين من دول عربية بينها ومصر والأردن كانوا يترددون على المعتقل الأمريكي لاستنطاق الموقوفين هناك. وأضاف أن المخابرات الأمريكية حاولت عدة مرات تجنيد أسرى داخل المعتقل من أجل زرعهم كعملاء مستقبلا في دول عربية.
ونقلت صحيفة "الجزائر نيوز" الجزائرية أمس شهادة الأسير العائد حديثا من جوانتانامو ورمزت لاسمه بـ"بشير. غ"، روى فيها الكثير من المعاناة التي استمرت لمدة سبع سنوات داخل أسوار "جوانتانامو".
وقال الأسير إنه هاجر من الجزائر إلى سوريا في عام 2000 بدافع البحث عن لقمة العيش. وقال إنه بقي هناك عدة أشهر قبل أن ينتقل إلى تركيا فالعراق وإيران، لينتهي به المطاف في باكستان، قبل أن يتم أسره في إطار الحملات التي أعقبت أحداث 11 أيلول/سبتمبر بدعوى انتمائه إلى تنظيم "القاعدة".
وروى "بشير" (وفقا للصحيفة) قصة اعتقاله في باكستان ونقله إلى أفغانستان التي بقي فيها عدة أيام تعرض خلالها للاستنطاق في زنزانة تحت الأرض. وقال إن السلطات الباكستانية باعت المعتقلين للسلطات الأمريكية بخمسة آلاف دولار للشخص الواحد، بينما كان 'العملاء الأفغان يبيعون الشخص بدولار واحد.
وأشار إلى أنه نقل بعد ذلك رفقة معتقلين آخرين إلى قاعدة عسكرية أمريكية بقندهار، موضحا أنه تعرض هناك لشتى أنواع التعذيب الذي كان الهدف منه انتزاع اعتراف بالانتماء إلى تنظيم "القاعدة". ومن هناك تم نقله رفقة موقوفين آخرين على متن طائرة نحو معتقل جوانتانامو وهم مقيدو الأيدي وفي وضعيات متعبة في رحلة استمرت 26 ساعة، على حد قوله.
وذكر بشير أن المعتقل كان به نحو 800 أسير ينتمون إلى 35 جنسية، معظمهم من العرب، ومن دول مثل العربية السعودية، واليمن، ومصر، والجزائر والعراق، معتبرا أن المنتمين إلى تنظيم "القاعدة" لم يكن عددهم يتجاوز 30 من أصل 800 أسير.
وأكد بشير أن التعذيب النفسي الذي كان الأسرى يتلقونه يتجاوز بمراحل كثيرة التعذيب الجسدي، مشيرا إلى أن الجنود الأمريكيين كانوا يتفننون في تعذيب الأسرى نفسيا، وأنهم كانوا يقدمون على تمزيق القرآن الكريم وحرقه تارة والتبول عليه تارة أخرى.
وذكر أن الجنود الأمريكيين كانوا يتعمدون إرسال عاهرات عاريات في شهر رمضان لإغراء الأسرى وإجبارهم على ممارسة الجنس معهن، مؤكدا أنهم عندما لاحظوا تردد البعض وثباتهم على دينهم، أجبروهم على تناول "الفياجرا" والمنشطات الجنسية الأخرى بهدف إشعال جذوة الشهوة الجنسية فيهم.