
قالت صحيفة أمريكية إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تستعد لتنفيذ برنامج لتجنيد أعداد من المهاجرين في جيشها مقابل منحهم الجنسية الأمريكية في فترة قياسية. وتعد هذه هي المرة الأولى منذ حرب فيتنام التي تسمح فيها السلطات بتجنيد المهاجرين وحملة التأشيرات المؤقتة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد إن البنتاجون يستهدف تجنيد المهاجرين من ذوي المهارات على أساس مؤقت في الجيش الأميركي مقابل أن يصبحوا مواطنين أميركيين في مدة لا تزيد عن ستة أشهر.
وطبقا للقواعد المعمول بها في الولايات المتحدة، كان يحق للمقيمين بصورة دائمة أو حملة "البطاقات الخضراء" (جرين كارد) الدخول في الجيش، لكنه لم يسمح في السابق للمهاجرين أو المقيمين بتأشيرات مؤقتة الانخراط في صفوف القوات الأمريكية.
س\يذكر أن تلك هي المرة الأولى منذ حرب فيتنام التي يقدم فيها الجيش على هذه الخطوة، فيما يرجع السبب في الغالب إلى الضغوط التي تتعرض لها القوات الأمريكية، من نقص أعداد المجندين بسبب الحربين التي تشنهما الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان.
ووعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان في محاولة للسيطرة على الأوضاع الأمنية واستعادة المواقع التي فقدتها قوات الاحتلال والقوات الحكومية الموالية له لصالح المقاومة التي تقودها طالبان. ومن المقرر أن يرتفع عدد القوات الأمريكية المقاتلة من 45 ألف جندي إلى 75 ألفا.
وينتشر في أفغانستان 70 ألف جندي ضمن قوتين إحداهما بقيادة أمريكية والأخرى بقيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو". لكن هذه القوات إلى جانب القوات الأفغانية الحكومية لا تستطيع مواجهة المقاومة التي اشتدت شوكتها منذ عامين والتي باتت تسيطر على 70% من البلاد. كما تعاني القوات المقاتلة من نقص الإمدادات بسبب الضرابات التي توجهها حركة طالبان في أفغانستان وباكستان لقوافل الإمدادات وخطوطها.
وطبقا للبرنامج المقترح، سيكون من حق المهاجرين الذين عاشوا في الولايات المتحدة مدة عامين على الأقل التقدم بطلبات للالتحاق بالجيش. ونقلت الصحيفة عن الجنرال بنجامين فريكلي كبير ضباط التجنيد في الجيش قوله: إن "الجيش الأميركي يجد نفسه في بلدان مختلفة يعد الإلمام بثقافتها أمر ضروري"، معتبرا أن تجنيد مهاجرين قد يسهم في حل تلك المشكلة.
وأضاف فريكلي: "سيكون بين هذه المجموعة عدد من أصحاب المواهب". ويتوقع القائمون على التجنيد أن يكون المهاجرون أكثر ثقافة ويعرفون عددا أكبر من اللغات ولديهم خبرة واسعة تفوق أقرانهم الأميركيين، مما يساعد الجيش على ملء شواغر في الرعاية الطبية والترجمة والتحليل الاستخباراتي الميداني، طبقا للصحيفة.
وقالت الصحيفة أن البرنامج سيقتصر في البداية على تجنيد ألف شخص في الجيش على مستوى البلاد في عامه الأول، وفي حال نجاح البرنامج التجريبي فإنه سيمتد إلى فروع أخرى من القوات الأميركية بحيث يجند نحو 14 ألف متطوع في العام.
وتأتي الخطة الجديدة أيضا بسبب إحجام أعداد كبيرة من الأمريكيين عن المشاركة في الجيش بسبب الخسائر البشرية الكبيرة التي يتكبدها الجيش الأمريكي في مواجهة المقاومة الإسلامية، والانتقادات الداخلية المنادية بالانسحاب من العراق وأفغانستان.