أنت هنا

19 صفر 1430
المسلم- وكالات

قال الناطق باسم جبهة التوافق العراقية السنية سليم الجبوري إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يحمل لواء الاستقطاب الطائفي من خلال دعوته للأحزاب الشيعية إلى تكوين ائتلاف كبير يصبح سندا لحكومة شيعية مقبلة. واعتبر أن هذه الخطوة قد تعيد البلاد إلى مرحلة الصراعات الطائفية.

ونقلت رويترز عن سليم الجبوري النائب أيضا عن الحزب الإسلامي العراقي الذي يتزعمه طارق الهاشمي نائب الرئيس، قوله: إن المالكي بذلك "يحمل لواء الاستقطاب الطائفي من خلال هذه الدعوة لغرض إجهاض ما تم التوصل إليه سابقا من عملية الميل نحو المشاريع والبرامج الوطنية".

وأضاف: "هذا الأمر قد يحفز الكتل الأخرى السنية أو تلك ذات البعد القومي في سبيل الميل نحو هذا الاستقطاب وبالتالي نعود إلى التحالفات الطائفية".

وفي تطور يبرر مخاوف الجبوري، وينظر إليه على أنه استجابة لدعوة المالكي، أعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بيان صدر عنه مساء الجمعة عدم معارضته العودة للائتلاف الشيعي لكنه اشترط إبعاد القوى "الطائفية السابقة"، في إشارة إلى المجلس الإسلامي الأعلى الذي يقوده المرجع الشيعي عبد العزيز الحكيم والذي يرأس أيضا الائتلاف الشيعي.

وقال الصدر في بيانه إن القوى السياسية التي فازت بانتخابات الشهر الماضي "تريد تشكيل ائتلافات سياسية لأجل الاتفاق على المرحلة المقبلة والاتفاق على نقاط مصيرية"، وأضاف: "أنصحهم بذلك وبأسرع وقت ممكن... إلا إن هذه التحالفات تكون مشروطة بعدم التحالف مع القوى الطائفية السابقة التي ما أوصلتنا إلا إلى الحروب والجوع ونقص الأموال وغيرها من الأمور".

وانتقد الصدر وبشدة بعض القوى من داخل الائتلاف الشيعي السابق وحملها مسؤولية فشل الائتلاف للمرحلة السابقة "بسبب سوء الإدارة والتفرد باتخاذ القرارات والميولات الطائفية... التي أدت بالعراق إلى الهاوية الأمنية والسياسية فأفرزت انسحاب القوى الإسلامية والوطنية منه".

واقترح الصدر تسمية جديدة للائتلاف وهي "الائتلاف العراقي الوطني الموحد" كما دعا إلى تغيير رئاسة البرلمان "لتكون للأصلح والأكفأ"، بدلا من كون رئاسة البرلمان من حصة السنة كما هو متفق عليه حيث يرأس الدولة كردي ويرأس الحكومة شيعي ويرأس البرلمان سني.

وأظهرت الانتخابات المحلية الأخيرة التي عقدت منذ أسبوعين تراجع نفوذ قائمة المجلس الإسلامي الأعلى في البصرة ومدن أخرى لصالح قوائم شيعية أخرى مثل قائمة المالكي؛ ائتلاف دولة القانون. ويرجع بعض المحللون السبب في ذلك إلى أدائهم السيِّئ خصوصا في الجنوب، والاتِّهامات بالسَّرقة والاختلاس ونهب المال العام وتغليب المحسوبية والمحبوبية والولاءات الحزبية والشخصية وعلى الكفاءة والوطنية، ما جعلهم يفقدون الكثير من احترامهم لدى أبناء مذهبهم.