
أعلنت شركة بلاكووتر الأمنية الأمريكية سيئة السمعة بسبب جرائمها في العراق أنها غيرت اسمها ليصبح "زي" وأسماء بعض فروعها الأمنية. يأتي ذلك بعد إعلان الحكومة العراقية الشهر الماضي أنها لن تجدد رخصتها للعمل داخل العراق بسبب ضلوع الشركة في قتل مدنيين.
وتخول الصيغة الجديدة للشركة التعاقد مع الحكومات والجهات بعيدا عن السمعة السيئة التي اكتسبتها الشركة خلال سنوات عملها في حماية الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق.
وغيرت الشركة الفرع المختص بالتدريب والعمليات الخارجية من "بلاكووتر لودج آند تريننج" إلى "يو إس تريننج سنتر"، وتعني المركز الأمريكي للتدريب.
ويمثُل بعض حراس بلاكووتر أمام القضاء الأميركي بتهمة قتل 17 مدنيا عراقيا وإصابة 20 آخرين بجروح، عندما أطلق حراس الشركة النار على مدنيين عراقيين لدى مرور موكب دبلوماسي أميركي في ساحة النسور ببغداد في شهر سبتمبر 2007.
واعترف أحد حراس بلاكووتر أمام محكمة أمريكية بأنه مُذنب بالقتل وبالشروع بالقتل غير العمد في ذلك الحادث وأبدى تعاونا مع جهات الادعاء الأمريكية. ولا يزال 5 من حراس الشركة ينتظرون محاكمتهم العام المقبل لاتهامات بالقتل غير العمد. وتنفي الشركة أي أخطاء وتقول إن طاقم العمل لديها كان يرد على تهديد.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد وصف الحادث بأنه "مذبحة"، وتذمَّر من قرار وزارة الخارجية الأمريكية تجديد التعاقد مع بلاكووتر بعد ذلك.
ومن جانبه قال لورنس بيتر مدير اتحاد شركات الأمن الخاصة في العراق الذي يشمل بلاكووتر: "إن أي بديل للشركة سيحتاج إلى وقت للاستعداد لمثل هذه المهمة الكبيرة".
وكان مسؤول أمريكي رفيع قد أعلن في الثلاثين من الشهر الماضي أن وزارة خارجية بلاده "لن تجدد" عقدها مع شركة بلاكووتر الأمنية والقاضي بتأمين الحماية للدبلوماسيين الأمريكيين في العراق، وذلك عندما ينتهي مفعول العقد في شهر مايو المقبل.
ونُقلت عن المسؤول الأمريكي، الذي رفض الكشف عن اسمه لأن أمر عدم تجديد العقد لم يُعلن بعد بشكل رسمي، قوله إن صلاحية عقد بلاكووتر ستنتهي في الموعد المحدد، ولا سبيل لتجديده طالما أن الحكومة العراقية ترفض منح الشركة الأمنية الأمريكية ترخيصا جديدا للعمل في البلاد.
وفي مقابلة مع وكالة الأسوشييتد برس للأنباء في مقر الشركة بولاية نورث كارولاينا الأمريكية أواخر الشهر الماضي، قال مؤسس شركة بلاكووتر، إيريك برينس، إنه لم يتلقَّ بعد أي مؤشر على أن الشركة ستُؤمر بإجلاء عناصرها (عن العراق) في ضوء رفض تجديد الترخيص للشركة للعمل في تلك البلاد.
وحول إمكانية إلغاء الخارجية لعقدها مع بلاكووتر، والذي يدرَّ على الشركة ثلث دخلها، قال برينس: "سوف يضر هذا الأمر بنا، وإن لم يشكِّل ضربة قاصمة بالنسبة لنا".
ويعمل لدى بلاكووتر المئات من الحراس المُسلحين، كما تملك أسطولا من السيارات المصفحة وطائرات الهليكوبتر التي تُستخدم لحماية الدبلوماسيين الامريكيين في العراق بموجب عقد مع وزارة الخارجية الأمريكية.
وكانت الشركة تتباهى بأنه لم يقتل أي مسؤول أمريكي أثناء توليها مسؤولية حماية المسؤولين والدبلوماسيين الأمريكيين في العراق.