
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن انتقاد تركيا الشديد للهجوم "الإسرائيلي" على قطاع غزة لن ينهي دورها كوسيط للسلام في منطقة الشرق الأوسط. واعتبر أنه من الضروري أن تستخدم تركيا نفوذها في حل الأزمات في الشرق الأوسط.
ورفض أردغان انتقادات وجهت له بأن هجومه على "إسرائيل" إبان حربها على غزة ألحق ضررا قصير المدى بدور تركيا كوسيط للسلام في الشرق الأوسط وخاصة كمفاوض محايد بين "إسرائيل" وسوريا. وقال في تصريحات أدلى بها على متن طائرته عائدا إلى أنقرة بعد رحلة في إطار حملة انتخابية في مدينة سيفاس التركية: "لا أفكر بهذه الطريقة ... تركيا دولة قوية لها موقف دولي مميز".
واستطرد "لسنا من أراد هذا الدور التفاوضي. أرادت كل من سوريا وإسرائيل أن تلعب تركيا دور الوسيط في المفاوضات بينهما ولهذا السبب شاركنا فيها. وحدث الشيء نفسه في المحادثات بين باكستان وإسرائيل".
وأضاف أن منتقدي بلاده يسيئون فهم السياسة الخارجية التركية إذا اعتقدوا أن الحكومة التركية تقف إلى جانب حماس أو ضد "إسرائيل"، مؤكدا أن تركيا تريد السلام في المنطقة وتدافع عن الضعفاء وهم في هذه الحالة المدنيون في غزة.
وأشار أردوغان إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم ذا الجذور الإسلامية أعاد نفوذ تركيا في العالم ومن الطبيعي أن تستخدم تركيا قوتها الجديدة في حل الأزمات من منطقة القوقاز إلى الشرق الأوسط.
وكانت تركيا قد أدانت بشدة الحرب التي شنتها "إسرائيل" على قطاع غزة في 27 ديسمبر 2008 واستمرت 22 يوما حتى تم الإعلان عن وقف لإطلاق النار في 18 يناير. وبلغت الاتنقادات التركية ذروتها عندما انسحب رئيس الوزراء التركي من جلسة مناقشة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا احتجاجا على منعه من الرد على الرئيس "الإسرائيلي" شيمون بيريز الذي دافع خلال الجلسة عن الحرب "الإسرائيلية" الغاشمة على القطاع.
واستقبلت الشعوب العربية والإسلامية الموقف التركي بترحيب واسع، كما استقبل أردغان لدى عودته من دافوس إلى تركيا استقبال الأبطال.
وكان أردغان قد اعتبر في مقابلة مع صحف تركية أمس الجمعة أن نتائج الانتخابات "الإسرائيلية" التي جرت الأسبوع الماضي والتي أظهرت تحقيق أحزاب اليمين مكاسب "رسمت صورة قاتمة جدا" للمستقبل". وأضاف: "للأسف رأينا أن الإسرائيليين صوتوا لصالح هذه الأحزاب (اليمينية).. ويجعلني هذا حزينا بعض الشيء".
وحث أردوغان الحكومة "الإسرائيلية" المقبلة على النظر في الطريقة التي تنفذ بها سياساتها وأفعالها تجاه الفلسطينيين وعلى رفع الحصار عن الفلسطينيين. وقال إن نهج "إسرائيل" الصارم مع الفلسطينيين فشل.
وأضاف "يجب رفع الحصار مع التهدئة. يجب أن يطلق سراح الشعب الفلسطيني من هذا السجن في الهواء الطلق الذي يعيشون فيه حاليا. هذا الامر ضد حقوق الانسان".
وتعتبر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي ورقة هامة في سياسات الشرق الأوسط بسبب وساطاتها الدبلوماسية في حل النزاع بين سوريا و"إسرائيل" بسبب احتلال الأخيرة للجولان السوري، ووساطتها أيضا بين الفرقاء الفلسطينيين.