أنت هنا

19 صفر 1430
المسلم- متابعات

اعترف الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بأن حركة طالبان أرست دعائمها في جزء كبير من بلاده، معتبرا أن القوات الباكستانية تقاتل طالبان حتى لا تستولي على الحكم في باكستان، ونافيا أن يكون الجيش الباكستاني يقاتل نيابة عن قوات الاحتلال الأمريكي.

وقال زرداري في مقابلة أجرتها معه محطة "سي بي إس نيوز" الأمريكية وتُبثُّ غدا الأحد: إن لطالبان وجودا في أجزاء كبيرة من الأراضي الحدودية الواقعة في الجانب الباكستاني، وأضاف: "نعم، تلك هي الحقيقة".

وأشار زرداري إلى أن قيام الجيش الباكستاني بغارات على طالبان هو أمر يتعلق بحماية سلطته في البلاد، قائلا: "نحن لا نسدي معروفا لأحد، فنحن واعون إلى حقيقة أن طالبان تسعى للاستيلاء على السلطة في باكستان. ولذلك، فنحن نقاتل في سبيل بقاء بلادنا ولا نقاتل من أجل بقاء أي شخص آخر"، نافيا أن تكون القوت الباكستانية تقاتل نيابة عن قوات الاحتلال الأمريكي التي تواجه مقاومة ضارية من طالبان في أفغانستان كما تقطع طالبان خطوط إمداداتها في باكستان.

وأوضح: "الأمر ببساطة يتعلق ببقاء باكستان".

وأردف زرداري قائلا إن باكستان دأبت في الماضي على نفي هذه الحقيقة المتعلقة بتواجد ونفوذ طالبان في بلاده، لكنه أكد في المقابلة على تنامي دور الحركة على التراب الباكستاني، قائلا: "إن قواتنا لم تشهد زيادة، بل لدينا نقاط ضعفنا. أما طالبان فهم يستغلون مواطن الضعف هذه".

وسيطرت حركة طالبان باكستان على نحو ثلاثة أرباع إقليم وادي سوات الحدودي، فيما تقوم القوات الباكستانية التي يبلغ قوامها 120 ألف جندي بمحاولة استعادة السيطرة على الإقليم.

ويعتبر هذا الإقليم منطقة حيوية لقوات الاحتلال حيث تصل من خلال الإمدادات إلى الجيش، لكن بعد سيطرة طالبان عليه بات يعاني من أزمة لوجيستية تعيق مهامه في أفغانستان.

وقد رفض زرداري الشيعي، الذي انتُخب رئيسا لبلاده العام الماضي في أعقاب اغتيال زوجته، رئيسة الوزراء السابقة بيناظير بوتو، أواخر عام 2007، أي إيحاءات تشير إلى أنه يفتقر إلى الدعم الكامل للجيش والقوات الأمنية في بلاده، قائلا إنه واثق من أنهم يقفون جميعا ورائه و"يدينون له بالدعم والولاء".

وقال الرئيس الباكستاني: "لو لم تكن تلك هي الحال، لكانت إسلام آباد قد سقطت، لأنه ببساطة إن لم يقم الجيش بأداء عمله، فإنه لن يكون هناك ثمَّة قيد على مسلحي طالبان".

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أبدى مخاوفه في وقت سابق من أن عناصر طالبان "تعمل في جيوب آمنة في المناطق القبلية داخل باكستان، وإن الولايات المتحدة تودُّ التأكد من أن إسلام آباد تشكِّل حليفا قويا في محاربة ذلك التهديد والخطر".