أنت هنا

15 صفر 1430
المسلم-فضائيات:

في تسجيل صوتي تزامن مع الاستعداد للانتخابات الرئاسية الجزائرية التي يعتزم الرئيس بوتفليقة الترشح لها مجددا، دعا حسن حطاب، مؤسس "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية التي غيرت اسمها إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، مسلّحي التنظيم إلى تسليم أنفسهم.

 

وحذر حطاب، المكنى بـ"أبو حمزة"، في التسجيل الصوتي الذي بثته إحدى القنوات الإخبارية العربية، الشباب من مخاطر الإنصات لفتاوى وتوجيهات من قال إنهم يشوهون سمعة العلماء المسلمين ويفتون بما لا يفقهون، على حد قوله، داعيا "من يفكرون في حمل السلاح واستهداف مواطنيهم أو مؤسسات الدولة والمجتمع إلى التراجع والتخلي عن أفعال تستبيح دماء المسلمين والمستأمنين".

 

وفي دليل على حداثة التسجيل، تحدّث حطاب في كلمته عن رفيقه في العمل المسلح أثناء الانتماء للجماعة السلفية "أمين أبو تميم" المعروف بأمير كتيبة الأنصار والذي سلم نفسه للسلطات الجزائرية قبل أيام.

 

وكان حطاب قد وجّه بيانا مؤخرا إلى من سمّاهم "المترددين" في مغادرة الجبال على رغم اقتناعهم بعدم مشروعية الجهاد في الجزائر، وسبق أن خاطبهم في أول بيان صدر عنه بعد تسليم نفسه عام 2007 بالقول: "أنصحكم أن تتجرأوا، وألا تتوانوا في ترك السلاح والالتحاق بأسركم، ولا تخشوا في الله لومة لائم، فالأجدر أن ترضوا الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء، وأن تسمعوا لعلماء الأمة فهم خير قدوة لنا، وهم الذين أجمعوا على عدم مشروعية القتال في هذا البلد". واضاف "الله الله في شعبكم و بلدكم، فإني أنصحكم بالكف والتوقف عما أنتم عليه والنزول إلى مجتمعكم و أسركم فالمجتمع مستعد لاحتضانكم وتضميد الجراح، فالحق أحق أن يتبع والحق واحد لا يتعدد والحق ضالة المؤمن إن وجده تبعه".

 

وتتفاوت الآراء بشأن حقيقة التنظيمات الجزائرية المسلحة التي رفعت رايات إسلامية، فبينما تذكر بعض المصادر الإخبارية أن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تشكلت عام 1998 عندما انفصل حسن حطاب حينها عن "الجماعة الإسلامية المسلحة" بزعامة عنتر الزوابري احتجاجاً على استهداف المدنيين، قبل أن يتخلى حطاب عن الجماعة عام 2003 إثر خلاف مع القائد الحالي عبد المالك دروكدال ويسلم نفسه منذ سنتين للسلطات الجزائرية، يؤكد مراقبون أنه ومنذ اللحظة الأولى لتشكل هذه الجماعات التي حمل بعضها أفكارا تكفيرية، نجحت السلطات الجزائرية واستخبارات دول غربية في اختراقها، والاستفادة من وجودها، في أمور متعددة، لعل أبرزها تحميلها مسؤولية الجرائم المروعة التي استهدفت المدنيين بعد إقصاء جبهة الإنقاذ، والتي اتضح في ما بعد تورط جنرالات في الجيش الجزائري بها.

 

ومن الجدير بالذكر أنه وفي سبتمبر 2006 أعلنت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحالفها مع تنظيم "القاعدة"، وغيرت اسمها إلى "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي".