
يسعى اليمين "الإسرائيلي" المتطرف إلى الفوز بأصوات الناخبين من خلال إثارة الخوف في نفوسهم من "المخاطر المحيطة بهم" لحركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة، وزعم أن السبيل الوحيد "للتخلص منها" هو وجود حكومة متطرفة على رأسها حزب الليكود.
وقالت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في تقرير لها من القدس اليوم الأحد: إن صقر اليمين بنيامين نتانياهو زعيم حزب الليكود يثير مخاوف الناخبين الذين لا يثقون في السلام مع الفلسطينيين للفوز بأصواتهم. ونسبت الصحيفة لنتانياهو قوله خلال زيارته لمستوطنة بيت آريه في الضفة الغربية "إن انتخابات الثلاثاء ستكون حول قضية واحدة هي هل سيظل هذا المكان في أيدينا أم سنسلمه لحماس وإيران".
وتعتبر هذه إشارة من نتانياهو لتصوره عن دور الحكومة "الإسرائيلية" الجديدة وكيفية تعاملها مع الفلسطينيين.
وقال نتانياهو في حشد من المستوطنين "لو سيطر الفلسطينيون على هذا المكان فستنهمر الصواريخ على مطار إسرائيل الدولي الذي يبعد 15 ميلا فقط".
وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمال فوز نتانياهو بأكبر عدد من الأصوات لتشكيل حكومة يمينية جديدة.
وتقول الصحيفة إن التقدم الذي يحرزه نتانياهو البالغ من العمر 59 عاما يرجع لدأبه على إثارة مخاوف ناخبين مثل سكان بيت آريه التي بنيت على أراضي استولت عليها "إسرائيل" بعد انتصارها في حرب عام 1967 والتي يمكن أن تعود إلى الفلسطينيين بمقتضى اتفاقية سلام.
وتضيف إنه "رغم الأزمة الاقتصادية العالمية فإن السياسيين في إسرائيل تجاهلوها حيث تركز هذه الانتخابات على قضية أساسية هي كيفية التعامل مع الفلسطينيين". ونقلت الصحيفة عن نتانياهو قوله: "إننا لن ننسحب من سنتيمتر واحد فكل سنتيمتر ننسحب منه سيذهب إلى إيران".
واعتبرت الصحيفة أن انتخاب نتانياهو سيعد ضربة لإدارة الرئيس باراك أوباما الذي تعهد بدفع عملية السلام في الشرق الأوسط "من اليوم الأول" وعين جورج ميتشل مبعوثا له في المنطقة.
ويتنافس في الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 10 فبراير 3 أحزاب رئيسية هي الليكود (يمين)، وكاديما (وسط) برعامة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، والعمل (يسار) بزعامة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، بالإضافة إلى أحزاب صغيرة أخرى مثل حزب شاس الديني المتطرف.
وشنت "إسرائيل" حربا ضد قطاع غزة في 27 ديسمبر الماضي استمرت 22 يوما وأسفرت عن استشهاد 1300 فلسطيني وجرح أكثر من 5 آلاف آخرين. ولم تستطع الحرب أن تحقق أهدافها التي أعلنت عنها وهي إسقاط حركة حماس في القطاع ومنع المقاومة من إطلاق الصواريخ على المستوطنات المغتصبة وتحرير الجندي الأسير جلعاد شاليت.