
شدد الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس خلال زيارته العاصمة التركية أنقرة السبت على أولوية تثبيت التهدئة في قطاع غزة تمهيدا لإعادة الإعمار، قبل تحقيق المصالحة الداخلية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
ويأتي استقبال الحكومة التركية التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي لعباس الذي يتزعم حركة فتح لتنفي الاتهامات التي وجهت إليها بوقوفها في صف فصيل فلسطيني على حساب فصيل آخر، حيث كانت تركيا قد دعت إلى ضرورة دمج حركة المقاومة الإسلامية حماس في الجهود الدولية للتوصل إلى حل للأزمة في غزة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد بين عباس والرئيس التركي عبد الله جول في أنقرة في ختام مباحثاتهما حول الوضع في غزة والمصالحة الوطنية الفلسطينية، أثنى عباس على "الموقف التركي الداعم لتحقيق السلام في الشرق الأوسط استنادا إلى المبادرة العربية التي أشارت إليها خارطة الطريق وتضمنها قرار مجلس الأمن رقم 1515"، مشيرا إلى أن المبادرة لا تزال مطروحة على الطاولة بدعم عربي وإسلامي ودولي.
وأشار عباس إلى أنه بحث مع الرئيس جول آخر المستجدات على الوضع الفلسطيني وشدد على الحاجة الماسة للشعب الفلسطيني في غزة للمساعدات العاجلة عقب "الهجمة البربرية التي تعرض لها" وأن ما يصل إليه الآن من مساعدات لا يعادل سوى 20% من احتياجاته الحقيقية.
وامتدح عباس الجهود الدبلوماسية التركية فيما يخص المصالحة الفلسطينية وعملية السلام في المنطقة، معتبرا أن ذلك يأتي انطلاقا من حرص تركيا على مساعدة الشعب الفلسطيني بعيدا عن "أي أجندات سياسية أخرى".
والتقى عباس برئيس البرلمان التركي كوكسال توبتان، وأكد خلال لقائه على أنه "ما من خيار أمام إسرائيل سوى القبول بخطة السلام العربية (...) فهذه الخطة لا تزال تشكل أفضل أساس لتحقيق سلام عادل".
وقال عباس إن "تركيا تدعم هذه الخطة".
وكانت خطة السلام العربية قدمت بمبادرة سعودية خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت (2002) ثم كررت الدعوة إليها في مارس 2007 في قمة الرياض. وتنص الخطة على تطبيع للعلاقات بين الدول العربية و"إسرائيل" مقابل الانسحاب "الإسرائيلي" من الأراضي العربية المحتلة منذ يونيو 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وتسوية "عادلة ومقبولة" لقضية اللاجئين الفلسطينيين. ورفضت "إسرائيل" المبادرة بسبب إدراج موضوع حق عودة الاجئين الفلسطينيين، إلا أنها رأت أن فيها "جوانب إيجابية".
وعلى الصعيد الشعبي في تركيا، خرج آلاف من الأتراك في مسيرات حاشدة أثناء الزيارة رافضين استقبال بلادهم لعباس الذي يعتبره الأتراك شريكا في الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال "الإسرائيلي" ضد القطاع والتي أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 1300.
كما خرجت مظاهرات في مدينة إسطنبول التركية ظهر اليوم رفضا لزيارة عباس. وهتف المتظاهرون ضد عباس قائلين: "أخرج من تركيا يا عباس الخائن" و"نحن نسلم على حماس ولا نسلم على عباس".