أنت هنا

10 صفر 1430
المسلم- وكالات

رشحت الإدارة الأمريكية كريس هيل كبير المفاوضين الأمريكيين في المحادثات السداسية لإنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية، ليكون سفيرا لدى العراق، فيما قد يشير إلى دوره المحتمل في الحوار مع إيران جارة العراق وصاحبة النفوذ في سياسة حكومته الشيعية.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه يوم الاثنين إنه من المتوقع ترشيح هيل لمنصب السفير الأمريكي في العراق في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما.

وفي خطاب ألقاه في الجمعية الآسيوية في نيويورك قال هيل إنه يؤمن بأهمية دبلوماسية الحديث مع الأعداء لا الأصدقاء فقط. لكنه رفض التعليق على العراق أو على مستقبله وقصر كلمته على كوريا الشمالية.

وقال مازحا حين سئل عن الطموحات النووية الإيرانية: "اختصاصي ينتهي عند الهيمالايا"، وكان تعليقه عن إيران هو الوحيد الذي اقترب فيه من المنطقة التي قد يعمل فيها قريبا.

وصرح هيل بأن إيران وكوريا الشمالية التي تشتبه الولايات المتحدة في سعيهما لامتلاك أسلحة نووية هما تحديان مختلفان تماما واستطرد: "لا أقل أو أكثر خطرا لكن بالقطع مختلفين".

وذكر أن المحادثات السداسية التي شاركت فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية نجحت على الأقل في منع كوريا الشمالية من إنتاج مزيد من البلوتونيوم منذ بدء المحادثات.

وصرح بأن إطارا مماثلا قد لا ينفع بالضرورة مع إيران لكنه يؤيد الدبلوماسية المباشرة. وقال: "وجدت إنه من الأفضل كثيرا أن تتأكد من أن محاورك وفي بعض الأحيان خصمك يفهم بكل وضوح وجهات نظرك. ولتفعل ذلك عليك أن تعبر عنها مباشرة".

وأضاف "بعض هذه المجتمعات غير الديمقراطية تجلس وتستمع لبعضها البعض وحين يجيء الوقت لتلتقي بهم عليك أن تهدئهم نفسيا من بعض المواقف السخيفة. الدبلوماسية تتطلب الحديث مع أناس تختلف معهم في الأساس".

ووعد أوباما في حملته الانتخابية بالتعامل عن قرب أكثر مع إيران التي كانت الإدارة الأمريكية السابقة تعتبرها أهم أعدائها وترفض فتح حوارات مباشرة معها بشأن ملفها النووي.

وتتهم واشنطن إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي مخالفة بذلك شروط منع انتشار الأسلحة النووية، لكن إيران تنفي ذلك وتؤكد أن برنامجها النووي سلمي وترفض الإذعان لمطلب الأمم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم.

وقضى هيل الأربع سنوات الماضية في إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كمساعد لوزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي.

وكانت تقرير إعلامية قد كشفت في السابق أن الولايات المتحدة تجري حوارات سرية غير مباشرة مع إيران من خلال دبلوماسييها الموجودون في العراق. وتم الكشف سابقا عن لقاءات جمعت بين دبلوماسيين إيرانيين وأمريكيين بالعراق، الأمر الذي يشير بقوة إلى دور محتمل لهيل في المحادثات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي وبشأن ملفات أخرى في الشرق الأوسط.

كما نقلت صحف عن جيفري بوتويل مدير منظمة بحثية دولية أن خبراء أمريكيون في الانتشار النووي أجروا اتصالات "على أعلى مستوى" في الأشهر الأخيرة مع مسؤولين إيرانيين. وأكد بوتويل أن وزير الدفاع السابق وليام بيري شارك في بعض هذه اللقاءات المخصصة "لدرس مجموعة من المشاكل تسبب انقاسامات بين إيران والغرب. ليس فقط البرنامج النووي (الإيراني) بل أيضا في عملية السلام في الشرق الأوسط أو قضايا مرتبطة بالخليج".