
في تأكيد لتقارير أكدت سيطرتهم على معظم أنحاء الوادي المتاخم للحدود مع أفغانستان، اختطف مقاتلو حركة "طالبان" 30 شرطيا باكستانيا في وادي "سوات" شمال غربي البلاد، وفشل الجيش الباكستاني الذي يخوض منذ السبت الماضي عملية عسكرية موسعة هناك في إطلاق سراحهم.
ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى مصدر في الشرطة الباكستانية قوله: إن آلاف المسلحين حاصروا، أمس الثلاثاء، مركزا للشرطة في قرية "شاموزاي" جنوبي بلدة "مينجورا" في وادي "سوات" الواقع بجبال الهيمالايا.
وأضاف المصدر أن الجيش حرك عددا كبيرا من القوات لفك الحصار وخاضوا معركة شرسة دامت نحو 24 ساعة دون أن يتمكنوا من إنقاذ رجال الشرطة المحاصرين.
وأفادت الأنباء بأن مقاتلي "طالبان" تسللوا بعد المعركة إلى مركز الشرطة مستفيدين من توقف المعارك ليلا وخطفوا ثلاثين شرطيا قبل أن ينسفوا المبنى ويفروا إلى جهة غير معلومة.
من ناحية أخرى أضرم مسلحون، يعتقد بأنهم من حركة "طالبان" فرع باكستان، النار في ثماني حاويات تنقل إمدادات لقوات الاحتلال المتمركزة في أفغانستان، وذلك في المنطقة القبائل في وقت متأخّر من مساء أمس الثلاثاء. وكانت الحاويات عائدة من أفغانستان إلى باكستان عندما أشعل المسلحون النار بها في ممر "خيبر".
وكان مسلحون قد نسفوا أمس جسرا يبلغ طوله 30 مترا في الممر الواقع شمال غرب باكستان، ليقطعوا الطريق الرئيسي للإمدادات المتجهة إلى قوات الاحتلال الغربية في أفغانستان.
وجاء الهجوم على ممر خيبر بعد ساعات من ادعاء متحدث عسكري باكستاني أنه قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 35 من مقاتلي "طالبان" وأصابت كثيرين بجراح في هجوم مساء الاثنين في وادي سوات بشمال شرق ممر خيبر.
وقد صعد المسلحون القبليون والمنتمون إلى حركة "طالبان" في شمال غرب باكستان الهجمات على هذا الطريق الحيوي إلى أفغانستان العام الماضي، في محاولة لحرمان قوات الاحتلال الدولية في أفغانستان من الوقود وغيره من الإمدادات التي تنقل إليها بالشاحنات من باكستان.
وكان تقرير لصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية قد أكد أن حركة "طالبان" أصبحت تسيطر على نحو 80% من وادي سوات الباكستاني المتاخم للحدود مع أفغانستان. وكشفت الصحيفة في عددها الصادر الأحد أن حكومة باكستان فقدت السيطرة على معظم أنحاء "وادي سوات" لصالح حركة طالبان التي باتت تحكم المنطقة. وأضاف إن عناصر الحركة أصبحوا يبسطون سيطرتهم على أهم بلدتين في الوادي، إلى جانب ثلاثة من أجزاء "سوات" الأربعة، بينما قيدت تحركات القوات الحكومية داخل حدود قواعدها العسكرية في مناطق: "ماتا"، و"كابال" و"كوازاكهيلا".
وتوقع مراقبون أن يتوسع نفوذ الحركة في المنطقة ليشمل بلدات ومدنا مجاورة منها "بيشاور" و"بونر" و"دير" و"ماردان".