
وقّع نحو 500 عالم من علماء الأزهر على بيان مشترك صدر الثلاثاء يحرمون فيه إغلاق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة, وهدم الأنفاق ومنع السلاح عن المقاومة.
وقال العلماء في بيانهم:" يحرم تماماً إغلاق المنافذ (المعابر) التي تربط الفلسطينيين بالعالم الخارجي، وعلى الأخص معبر رفح، المعبر الوحيد الذي يطل على إخوانهم المسلمين"، مضيفين "أن إغلاقه من أكبر الكبائر، وأنه يحرم منع السلاح عن المجاهدين أو هدم الأنفاق التي يستعين بها المجاهدون في توفير حاجتهم من العتاد والسلاح وغيره تحريماً قاطعاً".
واعتبر هؤلاء العلماء أنه "لا يجوز لمسلم كائناً من كان أن يشارك في ذلك (إغلاق المعابر ومنع السلاح)، أو أن يدل على وجود مثل تلك الأنفاق، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا خير في الأمة إذا لم يؤخذ فيها للمظلوم حقه، فكيف إذا كان هذا المظلوم هو المجاهد الذي يدافع عن الأمة؟".
ورحب العلماء بالموقف المصري الرافض لوجود مراقبين أجانب على الأراضي المصرية لمراقبة الأنفاق التي يتم إدخال البضائع والسلاح منها إلى داخل فلسطين.
كما رحب هؤلاء العلماء بالتحذير المصري للسفن الحربية الأوربية التي تنوي الإبحار في مياه بحر قطاع غزة من أجل مراقبة طرق تهريب السلاح لغزة.
ودعا العلماء, الحكومة المصرية إلى إكمال هذا الموقف بفتح معبر رفح بشكل كامل، وعدم المشاركة في أي ترتيبات تضيق على أهل غزة أو تمنع عنهم السلاح، وأن تقوم بدور الإسناد لجهاد الشعب الفلسطيني.
ونوه علماء الأزهر الشريف إلى مواقف علماء الإسلام الكثيرة الداعمة للجهاد والداعية إلى دعم المقاومة الفلسطينية لتحرير فلسطين المباركة، متبنيين القرارات الصادرة عن المؤتمر السادس لمجمع البحوث الإسلامية عام 1971م وخاصة القراران 1و14.
وينص القرار رقم 1 على مطالبة الدول والشعوب الإسلامية بدعم وتأييد الشعب العربي الفلسطيني، وسائر الشعوب العربية، والمقاومة العربية، بالعمل الجدي لتحرير الديار، وسائر المقدسات إلى أن تعود إلى أربابها.
كما ينص القرار 14 بأن "المقاومة الفلسطينية تمثل القيام بواجب شرعي في الجهاد لتحرير أرضها ومقدساتها, ولهذا يوصي المؤتمر جميع الدول المجاورة للوطن المحتل، أن ييسروا للعمل الفدائي القيام بمهمته الشاقة الشريفة على الوجه الأكمل، ولا يجوز لأحد ضرب المقاومة أو أن يضع العراقيل في سبيل ذلك".
يذكر أن دعوات رسمية وشعبية طالبت القاهرة بفتح معبر رفح بشكل كامل, والسماح لكافة الفلسطينيين باستخدامه دون أي تدخل "إسرائيلي".
وكان مصدر مصري مسؤول قد صرح الثلاثاء بأن السلطات المصرية قررت إغلاق معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة اعتبارًا من يوم الخميس المقبل أمام حركة البضائع والدخول والخروج للقوافل والوفود.
وقال المصدر: "إن ذلك يأتي بعد توقف عبور الجرحى والمصابين وعودة معظم الذين تم علاجهم في المستشفيات المصرية"، على حد قوله.
وأشار المصدر إلى أنه "سيتم فتح المعبر في الأوقات التي تحددها مصر وفقا للحاجة والظروف الإنسانية التي تراها"، على حد وصفه.