أنت هنا

7 صفر 1430
المسلم- وكالات

يزور الرئيس التركي عبد الله جول المملكة العربية السعودية غدا الثلاثاء بهدف دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين. لكن دبلوماسيون يرون أن الزيارة التي ستتطرق لقضية دعم قطاع غزة تنطوي أيضا على بحث تشكيل حلف استراتيجي بين البلدين لمواجهة المد الشيعي والنفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.

وينتظر جول استقبالا حارا في زيارته الرسمية مع تزايد الدعم الشعبي العربي لموقف تركيا خلال الحرب "الإسرائيلية" على غزة التي راح ضحيتها أكثر من 6 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح.

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي غربي قوله إن زيادة النفوذ الشيعي في المنطقة وبالأساس من إيران يُحدث الآن تقاربا أكبر بين البلدين. وقال الدبلوماسي: "يرى زعماء سعوديون في تركيا حليفا قويا لمواجهة النفوذ المتزايد لإيران في المنطقة. وهم لا يمانعون في إعطاء تركيا السبل التي ستمكنها من تجاوز نفوذهم ونفوذ إيران".

وكان جول قد أشار في تصريحات نشرتها صحف سعودية الاثنين إلى أنه لو لم تترك دول عربية فراغا في قضايا تمس الشرق الأوسط مثل لبنان وفلسطين لما حصلت إيران على هذا النفوذ الكبير للغاية. وأضاف: "كدولة مسلمة يحق لإيران أن يكون لديها طموحات وهي تحب الدفاع عن قضايا إسلامية لكن فلسطين عربية سنية، بالتالي كان على الفلسطينيين والدول العربية المبادرة.. لتسوية هذه القضايا".

وسيرافق جول نحو 150 رجل أعمال تركي، في مسعى لإبرام تعاقدات خاصة بالبنية التحتية وتعاقدات آخرى في مجال الصناعة.

وكان دبلوماسي تركي طلب عدم الكشف عن اسمه، قد صرح بأن العاهل السعودي يرغب في مناقشة قضية غزة مع جول بالإضافة إلى إبرام صفقات اقتصادية. وقال الدبلوماسي التركي تعليقا على موضوع إيران: "إننا أصدقاء لهما (إيران والسعودية).. لكن بالنسبة لنا الزيارة هي بالأساس من أجل دعم قطاع الأعمال".

وأضاف: إن تركيا تأمل في أن يصل حجم التجارة مع السعودية الذي ارتفع بالفعل إلى نحو 5 مليارات دولار في عام 2008 من أقل من ملياري دولار عام 2006، إلى 15 مليارا بحلول نهاية عام 2013.

وكان الحكام السنة المحافظون يتبنون منذ عقود موقفا حذرا من الدولة التركية علمانية المبادئ. لكن العلاقات التركية السعودية تحسنت بشكل كبير بعد تولى حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي الذي ينتمي إليه جول حكومة البلاد عام 2002. واتسعت العلاقات بينهما منذ تولي الملك عبد الله السلطة في السعودية عام 2005.

وعلى المستوى الاقتصادي، وفر الاقتصاد السعودي في الآونة الأخيرة فرص عمل لآلاف الأتراك من بينهم جول نفسه الذي ولدت ابنته في مدينة جدة.

وكسب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لأنقرة ملايين الأنصار في العالم العربي الأسبوع الماضي بعد أن ترك جلسة نقاش في منتدى دافوس الاقتصادي احتجاجا على تعليق للرئيس "الإسرائيلي" شمعون بيريس برر فيه الحرب "الإسرائيلية" على غزة ورفضت مسؤولة الجلسة السماح له بالتعقيب.

وهللت الشعوب العربية لأردغان بعد عدة خطب له تواكبت مع الحرب على غزة، هاجم فيها "إسرائيل" واتخذ مواقف صارمة من قادتها، في حين لم تتخذ دولا عربية كثيرة مثل تلك المواقف.