
كشف تقرير أمريكي أعده المفتش العام الخاص لإعادة أعمار العراقي، ستيوارت بوين عن عدد من العوامل منها، سوء التخطيط والإهمال والفساد، باعتبارها من المسببات التي نهشت برامج إعادة إعمار العراق وتسببت بالتالي في إهدار مليارات الدولارات.
وأكد التقرير الذي صدر اليوم الاثنين تحت عنوان: "الدروس الصعبة: تجربة إعادة بناء العراق" أن المشروعات التمهيدية الضخمة لإعادة بناء العراق تميزت بالإهدار والإخفاقات الناجمة عن "التخطيط الأعمى والمفكك" الذي استبق غزو العراق، وزادهما تدهور الأوضاع الأمنية تعقيداً.
وتساءل بوين، الذي تخوله سلطاته القضائية الإشراف على الأموال التي خصصها الكونجرس الأمريكي، وقدرها 50 مليار دولار لإعمار العراق: "لماذا بدأ تنفيذ مهام إعادة الأعمار بكثافة في غمار أجواء أمنية غير مستقرة؟".
واحتلت الولايات المتحدة العراق عام 2003، وهي مجهزة بخطط لعراق ما بعد الحرب مدتها ستة أشهر، وموازنة قدرها ملياري دولار لإعادة الأعمار، إلا أن الفترة امتدت لتصل إلى ستة أعوام، وارتفعت الفاتورة، ومازالت جارية، إلى 51 مليار دولار - أنفق نصفها على شركات التعهدات الأمنية الخاصة، وفق التقرير.
ويلفت التقرير إلى أن الحكومة الأمريكية "لم تكن مستعدة أو حتى قادرة على التجاوب مع المتطلبات المتغيرة على الدوام، لتأمين استقرار العراق".
ويتناول التقرير بالتفصيل كيفية استخدام "بحر من دولارات دافع الضرائب الأمريكي" من منتصف عام 2002 وحتى خريف 2008.
وأورد التقرير أن القوات الأمريكية وعقب الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين "لم تكن مستعدة أو مجهزة للتعامل مع الخطوة التالية: أجواء صراع ما بعد الأزمة الذي مزقه العنف، والتخريب، والجريمة، ومقاومة مسلحة وليدة، ونظام حكومي كان على وشك الانهيار، إلى جانب اقتصاد متدهور أصابه الجمود ثم الشلل.
ويشير التقرير إلى إدانة قرابة 35 شخصاً بتهم سوء الإدارة في البرنامج الأمريكي لإعادة إعمار العراق، إلى جانب 154 تحقيقا مفتوحا في رشاوى، وتضارب مصالح، وتقديم أدوات معطوبة، والتلاعب في مناقصات.
واستشهد التقرير بمشروع سجن "خان بني سعد" في محافظة ديالى، الذي أنفقت الولايات المتحدة 40 مليون دولار، حتى اللحظة، على بنائه، ويبلغ إجمالي تكلفة تشييده 73 مليون دولار، فيما توقفت عمليات التشييد منذ سنوات.
يذكر أن المفتش الأمريكي الخاص المشرف على أعمال إعادة البناء في العراق ستيوارت بوين كان قد قال العام الماضي إن مليارات من الدولارات قد أهدرت في العراق، وأن العديد من المشروعات لم تستكمل.
وخلص بوين، في التقرير الذي رفعه الى مجلس الشيوخ في أبريل من العام الماضي، إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية لم يكن لديها خطة واضحة لإدارة عملية إعادة إعمار العراق بعد الحرب.
وتستمع لجنة حكومية أمريكية اليوم الاثنين، بالإضافة إلى تقرير الذي أعده المفتش العام الخاص لإعادة أعمار العراقي، ستيوارت بوين، إلى شهادة مفتش حكومي أمريكي آخر حول وجود جشع واهدار وفساد مالي في إرساء عقود لصالح القوات الأمريكية، ولجهود إعادة إعمار العراق.