
قال توني بلير مبعوث مجموعة الوساطة الرباعية لإحلال السلام في الشرق الأوسط في أنه ينبغي التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أنها جزء من عملية السلام بالشرق الأوسط. واعتبرت الحركة هذا التحول في موقف بلير على أنه إقرار بأن حماس أصبحت هي القوة الأساسية في الساحة الفلسطينية.
وقال بلير في مقابلة مع صحيفة "تايمز" البريطانية نشرتها السبت على موقعها الإلكتروني "أعتقد أنه من المهم أن نجد طريقة لدمج حماس في هذه العملية".
واشترط بلير لذلك تخلي حماس عن المقاومة واعترافها بالكيان الصهيوني. وقال: "..لكن ذلك لا يمكن أن يتم إلا إذا كانت حماس مستعدة لفعل ذلك بالشروط المناسبة". وتابع: "إذا فعلت ذلك بالطريق الخطأ فذلك يمكن أن يزعزع استقرار نفس الأشخاص في فلسطين والذين يعملون دائما من أجل الاعتدال".
وبلير هو مبعوث المجموعة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي .
ويجري الاحتلال "الإسرائيلي" والقوة الغربية المؤيدة له مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس. وتسيطر حركة فتح التي يترأسها عباس على الضفة الغربية بعد أن انقلبت على شرعية حركة حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية عام 2005، بينما لا تزال الحكومة الفلسطينية المنتخبة برئاسة إسماعيل هنية تتولى مهامها في غزة.
لكن بعد الحرب الأخيرة على غزة التي لم تستطع القوات "الإسرائيلية" خلالها السيطرة على القطاع وتسليم إدارته لعباس وأجهزته، بات من الواضح لجميع أطراف المفاوضات أن عباس أصبح طرفا ضعيفا في المفاوضات وأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق فاعل دون حماس.
ومن جانبها، أعتبرت حركة حماس تصريحات بلير "إقرار بأن حماس هي القوة الأساسية في الساحة الفلسطينية". لكن الحركة رفضت ما اعتبرته "إعادة لسيناريو قديم" يتضمن محاولات لدمجها في عملية السلام الفاشلة، التي تتضمن الاعتراف بـ"إسرائيل" وإنهاء المقاومة.
يذكر أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغان كان قد انتقد سياسة عزل حركة حماس، وحمل تلك السياسة مسؤولية التوترات في قطاع غزة.
وأشار إلى أن حماس خاضت الانتخابات الفلسطينية بوصفها حزبًا سياسيا، واتهم الدول الغربية بعدم احترام الديمقراطية والإرادة السياسية للشعب الفلسطيني.