
اعتبر فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك عن اعتقاده بأن الأحداث التي جرت في كلية اليمامة على خلفية تدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمنع اختلاط وتبرج في الكلية الأسبوع المنصرم، هي دليل على صراع بين الناهين عن المنكر ومن أسماهم بالعصرانيين، أوجب على الأخيرين " أن يضيقوا بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذرعًا".
ودعا الشيخ البراك لجنة التحقيق التي تشكلت للنظر في المسألة إلى تقوى الله، وتحمل مسؤولياتهم جراء ما يخلصون إليه في تقريرهم، لأنهم "مسؤولون وموقوفون بين يدي الله".
ورأى فضيلته أن ما حدث هو تعبير عن حرص "العصرانيين" على إفراغ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من محتواها بعدما أخفقوا في إلغائها بالكلية.
وأفتى الشيخ البراك في تعليقه الذي وصل موقع "المسلم" نسخة منه، بحرمة "الاختلاط المنشود للعصرانيين" لما يحويه من أفعال يعدها محرمة شرعاً.
وكانت أحداث كلية اليمامة قد نجمت عن مشاركة متبرجات في معرض (التعليم في بريطانيا 2009) الذي نظمته جامعة اليمامة بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني، واختلاطهن بالرجال، ما حدا بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى التدخل لوقف هذه المخالفات.
وفيما يلي نص تعليق الشيخ عبد الرحمن البراك:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
فالاختلاط المنشود للعصرانيين حرامٌ ؛ لأنه يتضمن النظر الحرام، والتبرج الحرام، والسفور الحرام، والخلوة الحرام، والكلام الحرام بين الرجال والنساء، وكل ذلك طريق إلى ما بعده.
والداعي للعصرانيين الداعين إلى هذا الاختلاط أمران:
الأول: النزعة إلى حياة الغرب الكافر، فعقولهم مستغرِبة، ويريدون تغريب الأمة ؛ بل يريدون فرض هذا التغريب.
الثاني: إتباع الشهوات، قال تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا}.
وما ذكر مما جرى في كلية اليمامة من صورة الاختلاط وما قامت به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مقاومته هو من ذلك الصراع الذي أوجب للعصرانيين أن يضيقوا بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذرعًا، وقد عملوا على إسقاطها فلم يفلحوا بتوفيق الله لولاة أمرنا، ولكنهم اليوم يسعون لتغيير نظامها لتبقى صورة بلا حقيقة واسمًا بلا مسمى.
وقد ذُكر أنه قد شكلت لجنة للتحقيق فيما جرى في كلية اليمامة، وإني أوصي هذه اللجنة أن يتقوا الله؛ فإنهم مسؤولون وموقوفون بين يدي الله؛ فإن كل ما يترتب على تقريرهم سيتحملون تبعاته، فالله رقيبٌ وحسيبٌ، {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.