ارتفع معدل بناء المستوطنات في الضفة الغربية بنسبة 60% عام 2008 مقارنة بالعام السابق له، حسبما أشار تقرير لحركة "سلام الآن" اليسارية الصهيونية. واستند التقرير إلى صور جوية وزيارات ميدانية أكدت زيادة حالات مصادرة الأراضي وعمليات البناء الواسعة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية.

وأشار التقرير إلى أن عدد المباني التي شيدت في المستوطنات خلال 2008 بلغت 1257 مبنى، بينها 748 مبنى ثابتاً، و509 مباني متنقلة (كرفان). وأكد التقرير أنه بالرغم من إعلان الحكومة "الإسرائيلية" مراراً أنها أوقفت البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي، إلا أن الحقائق على الأرض تناقض مع هذا التعهد، حيث شهدت المستوطنات عمليات بناء واسعة، إلى جانب قيام السلطات بمصادرة مساحات شاسعة من الأراضي التي يمتلكها فلسطينيون.

ومن تركزت مشاريع البناء الرئيسية في مستوطنة "موديعين عيليت" التي شهدت إنشاء 35 مبنى جديداً، ومستوطنة "بيت أرييه" حيث بني 27 مبنى، بالإضافة إلى مستوطنات أخرى مثل "معليه شومرون" و"بيتار عيليت" و"ألفي منشيه" و"معليه أدوميم" و"أفرات" التي شهدت أعدادا من المباني تتراوح بين 15 و19 مبنى.

وإلى جانب ذلك أقيمت أحياء المباني المتنقلة الكبيرة في مستوطنات "عوفرا" و"كريات أرباع" و"شيلا باعداد مماثلة.

وقال التقرير إن ما يسمى بالبؤر الاستيطانية، أي المستوطنات غير المرخصة من جانب الاحتلال، حصل سكانها على دعم وتسهيلات. وأكد التقرير إن أي من تلك البؤر لم يتم إخلاؤها خلال عام 2008، بل تم توسيع بعضها مثل "ميغرون" التي سبق أن تعهدت الحكومة بإخلائها.

وذكر التقرير أن المستوطنين "الإسرائيليين" استغلوا الحرب على غزة، وقاموا تحت غطائها، بتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية بشكل كبير لا يمكن الوقوف على حجمه في الوقت الراهن.

وانتقد التقرير الحكومة "الإسرائيلية" التي أعلنت عن تجميد التوسع الاستيطاني، إلا أنها لم تسع لفرض ذلك على أرض الواقع، بل واصلت عمليات البناء. كما أكد التقرير أنه رغم تعهدات الحكومة بعدم مصادر أراض جديدة، إلا أنها صادرت مساحات شاسعة من الأراضي تحت عدة مسميات ونقلت لملكيتها للحكومة "الإسرائيلية".

وكانت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" قد أشارت إلى أن معلومات سرية وصلتها من الأجهزة الأمنية الصهيونية، تفيد بأن أكثر من 30 مستوطنة، بعضها مستوطنات قديمة مثل "عوفرا" و"ألون موريه" و"بيت إيل" و"موديعين عيليت"، شهدت بناء أبنية سكنية ومدارس وكنس، كما تم شق شوارع، بل وحتى مراكز شرطة على أراض فلسطينية خاصة.