
بعد اتهام السلطات العراقية بالتهجير القسري لفلسطينيي العراق إلى دول أجنبية أخرى، دأبت السلطات العراقية على ممارسة ضغوط على أولائك الفلسطينيين المقيمين في العراق من أجل الحصول على الجنسية العراقية والتخلي عن الجنسية الفلسطينية، في إطار القانون الذي يسمح للفلسطينيين من أم عراقية بالحصول على الجنسية العراقية.
وذكر موقع "فلسطينيو العراق" الاثنين أن الغموض بات يكتنف أوضاع الفلسطينيين لأمهات عراقيات بعد صدور قرار الموافقة على التجنيس. وأشار إلى أنه في بعض الحالات تم الامتناع عن تسليم الفلسطينيين هوياتهم، وتم إجبارهم على التجنيس.
وأضاف: إن الجهات المختصة رفضت تسليم الهويات لبعض الفلسطينيين المتزوجين من عراقيات، بدعوى أن السلطات سمحت لهم ولأولادهم بالحصول على الجنسية العراقية "وبالتالي لا داعي لاستلامهم هوياتهم الفلسطينية".
وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت قرارا يسمح بمنح الجنسية العراقية للفلسطينيين من أمهات عراقيات في 26 نوفمبر 2008.
وروى الموقع ما حدث لأحد الفلسطينيين الذي أتي إلى نادي حيفا لاستلام هويته، ورفض النادي تسليمه، وأجاب الفلسطيني بأنه لا يرغب حاليا في التجنيس، إلا أن الموظف المختص رفض تسليمه الهوية الفلسطينية.
وأشار الموقع إلى أن هناك عدد كبير من الحالات تكرر معها هذا الموقف. وأبدى تخوفه من أن يتم إجبار أبناء الفلسطينيين من أمهات عراقيات على التجنيس بالقوة في الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه تطبيق قانون التجنيس بشكل اختياري، مع إمكانية احتفاظهم بالجنسية الفلسطينية، وهذا هو المعمول به في معظم الدول التي تصدر قانون التجنيس.
وهناك أيضا تخوف من إخبار مديرية الإقامة بأسماء المتجنسين ثم سحب الهويات الفلسطينية منهم، الأمر الذي -إن حدث- يعد مخالفة للدستور العراقي، بحسب الموقع.
وتقوم السلطات العراقية حاليا بتسليم الهويات الخاصة بالفلسطينيين بعد إجراء جرد وإحصاء شامل لجميع المتواجدين في العراق. وقد تم إعاقة واعتقال عدد من الفلسطينيين حتى بعد إصدار تلك الهويات ما يجعل الأمر يزداد تعقيدا على الفلسطينيين في العراق وتزداد المضايقات بحقهم.
ويعاني الفلسطينيون في العراق أوضاعا أمنية صعبة، حيث تمارس ضدهم حملات اعتقال بشكل مستمر، كما سبق أن تم تهجير أعداد كبيرة منهم بشكل قسري إلى دول أخرى منها البرازيل.
وفي استمرار للحملات الأمنية ضد الفلسطينيين في العراق، أفاد موقع "فلسطينيو العراق" نقلا عن مصدر مطلع من مجمع البلديات، بأن قوات كبيرة من الشرطة الوطنية ومغاوير الداخلية قاموا باقتحام المجمع الفلسطيني في منطقة البلديات ببغداد أمس الأحد، حيث اعتدوا على المارة في السوق بالضرب والسباب. واقتحمت القوات عمارتين سكنيتين وقامت باقتحام عدد من الشقق، واعتقلوا الفلسطيني نمير خالد أحمد ملحم بعد أن أدموه ضربا، ومن ثم أقتادوه إلى جهة مجهولة.