
في خضم استعدادات الجيش الأمريكي لإرسال المزيد من قواته إلى أفغانستان خلال الأشهر القادمة، دعت إدارة الرئيس باراك أوباما الأمريكيين إلى الاستعداد لسماع المزيد من الأنباء عن ارتفاع أعداد القتلى في صفوف قوات الجيش الذي يحتل أفغانستان.
وتوقعت الإدارة أن تسفر المواجهات مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان المقاومة في أفغانستان عن المزيد من القتلى، حيث تقول إنها تستعد لحسم معركتها مع الحركة، خاصة مع تعهدات أوباما بضرب أي هدف محتمل لتنظيم القاعدة في أفغانستان.
وفي حوار تلفزيوني مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية رد جوزيف بايدن نائب الرئيس على سؤال حول ما إذا كان على الأميركيين أن ينتظروا عددا أكبر من الضحايا، قائلا: "أكره قول ذلك، لكن فعلا أعتقد أنه سيكون هناك ارتفاع".
وبرر بايدن هذا الارتفاع قائلا: "إننا على وشك الدخول ومحاولة استرجاع أراض فقدنا السيطرة عليها.. ستكون هناك قوات عسكرية إضافية، وستكون هناك جهود إضافية لتدريب قوات الشرطة والجيش الأفغاني، وكل ذلك يعني أننا سنتواجه مع العدو بشكل أكبر الآن".
واعترف بايدن بأن مقاتلي طالبان أصبحوا "يسيطرون فعلياً على مناطق مهمة من البلاد لم يكونوا يسيطرون عليها سابقاً". وأضاف: "النقطة الأساسية أننا ورّثنا أفغانستان فوضى حقيقية". ووجه انتقادات للإدارة الأميركية السابقة برئاسة جورج بوش، معتبراً أن الوضع في أفغانستان تراجع بسبب "الفشل في تزويد الموارد الاقتصادية والسياسية والعسكرية الضرورية، بالإضافة إلى الفشل في التوصل إلى سياسة مشتركة وواضحة مع حلفائنا".
لكنه قال إن إدارة أوباما "ستعمل على معالجة هذه الفوضى". كما انتقد بايدن "تفشي الفساد" في حكومة أفغانستان الموالية للاحتلال.
وتنتشر في أفغانستان قوات احتلال قوامها 70 ألف جندي ضمن قوتين إحداهما بقيادة أمريكية والأخرى بقيادة حلف شمال الأطلسي. لكن هذه القوات فشلت في السيطرة على البلاد خاصة بعد أن اشتدت ضربات المقاومة الأفغانية خلال العامين الماضيين خاصة في جنوب البلاد وفي المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان.
وبسطت الحركة -التي كانت تحكم البلاد قبل الاحتلال الأمريكي أواخر عام 2001- سيطرتها على أكثر من 70% من البلاد واقتربت من دخول العاصمة كابول.
وكان البنتاغون قد وافق على إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان لمواجهة مقاتلي طالبان ووضع حد لأعمال العنف المتمادية هناك. وكان أوباما قد قال خلال خطاب تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير 2009 إنه سيسعى إلى تحقيق "سلام أصعب في أفغانستان" في إشارة إلى إرسال مزيد من القوات وتنفيذ المزيد من العلميات ضد المقاومة الأفغانية.