
في تصعيد للهجة العدائية وبعد أن زعم نائبان في مجلس الشورى الإيراني أن جميع أراضي دولة الإمارات كانت محمية تابعة لإيران، هدد مسؤول في طهران بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين إيران والإمارات، بحجة اتباع إجراءات استفزازية ضد الإيرانيين في المطارات الإماراتية.
وقال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني جواد جهانكير زادة إنه إذا استمرت الإمارات في إجراءاتها الاستفزازية ضد الإيرانيين من التفتيش الجسدي وأخذ البصمات، فإن البرلمان سيلزم الحكومة بقطع علاقتها مع الإمارات.
واتهم جهانكير زادة الإمارات بأنها تقوم بممارسات استفزازية ومهينة بحق الإيرانيين في الإمارات. وهدد زادة الإمارات بنقل المليارات الإيرانية من دبي إلى أنقرة.
وقال نواب إيرانيون أمس إن البرلمان الإيراني سيستدعي وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لمناقشة عمليات التفتيش الجسدي من قبل المطارات الإماراتية للإيرانيين.
وقد تصاعد الخلاف بين الإمارات وإيران مؤخرا بشكل لافت على خلفية إصرار الإمارات على استعادة جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تحتلها إيران منذ نحو أربعة عقود، واستدعت الخارجية الإماراتية القائم بالأعمال الإيراني في أبو ظبي مؤخرا وسلمته مذكرة احتجاج إنشاء مكتبين للأعمال البحرية في جزيرة أبي موسى، وعلى الجانب الآخر، هاجمت وسائل الإعلام في طهران السلطات الإماراتية بدعوى محاولتها طرد مرجعين شيعيين إيرانيين كانا يقيمان في الإمارات منذ نحو عشرين عاما.
وكانت إيران قد احتلت الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى الواقعة قرب مضيق هرمز، إثر رحيل القوات البريطانية من الخليج عام 1971. ومنذ ذلك الوقت اتخذت السلطات الإيرانية خطوات على الأرض لتغيير ديموجرافية الجزر وإجبار أهلها من العرب على الرحيل. وترفض إيران إعادة الجزر للإمارات، كما ترفض إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية.
وفي حوار مع موقع "عصر إيران" الإخباري، قال النائب عوض حيدر بور -عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني- : "مطالبة الإمارات العربية المتحدة إيران بقبول مبدأ المفاوضات حول الجزر الثلاث أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية مطلب وقح للغاية، لأن البلد الذي كان محمية إيرانية سابقة يدعي اليوم ملكية أراض تعود للوطن الأم"، على حد زعمه.
وادعى حيدر بور أن "كافة الوثائق والشواهد تثبت أن جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى تعود تبعيتها إلى إيران منذ تأسيس الدولة، بل إن الإمارات العربية المتحدة كانت نفسها جزءا من أراضي إيران، ومن الوقاحة أن تدعي الإمارات ملكية أراض ايرانية والأكثر وقاحة هو أن يجد هذا الادعاء من يؤيده"، في إشارة لدعم دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية عامة لموقف الإمارات في المطالبة باستعادة الجزر الثلاث.