
يتوجه جورج ميتشل المبعوث الأميركي الخاص للسلام في منطقة الشرق الأوسط إلى "إسرائيل" في أول زيارة له تهدف إلى محاولة تثبيت وقف إطلاق النار الهش بين "إسرائيل" وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بينما تسود المنطقة حالة من القلق.
ويتوقع أن يصل ميتشل إلى تل أبيب ليل الثلاثاء حيث يجري محادثات خلال اليومين التاليين. ويلتقى ميتشل مع مسؤولين "إسرائيليين" ثم يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء لمراجعة "كيفية إعادة إطلاق عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين"، بحسب تصريحات لمسؤولين أمريكيين.
وليس من المتوقع أن يزور ميتشل قطاع غزة الذي كان محور الصراع طيلة الأسابيع الماضية حيث شهد حربا شنتها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين وفصائل المقاومة. كما أنه ليس من المتوقع أن يلتقي بأي من المسؤولين في الحكومة الفلسطينية الشرعية التي يرأسها إسماعيل هنية.
ويصل ميتشل إلى المنطقة في الوقت الذي يجري الجانبان مفاوضات في مصر في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار الهش بين الجانبين.
كما يصل في خضم شقاق بين حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تترأس الحكومة الشرعية وحركة فتح التي انقلبت على شرعيتها وأقامت حكومة تسيير أعمال. ويركتز النزاع في الوقت الحالي بين فتح وحماس على مصير الأموال المقدمة من عدد من الدول العربية والمؤسسات الإغاثية. ويسعى عباس الذي لا يبسط سيطرته إلا على الضفة الغربية إلى الحصول على الأموال في حين يرى الكثيرون أن ذلك لن يؤدي إلى استغلال الأموال في تحسين أوضاع الفلسطينيين. وفي المقابل تقول حكومة هنية التي اشتهرت بنظافة أيديها إن جهود إعادة الإعمار يجب أن تتم من خلالها لمنع الأموال من الوصول إلى أيدي الفاسدين.
وفي "إسرائيل"، تنشغل الأحزاب السياسية بالحملة الانتخابية استعدادا للانتخابات التي تجرى في 10 فبراير المقبل، حيث يتصارع الحزبان "الإسرائيليان" الكبيران الليكود وكاديما على من هو الأفضل بينهما للعمل مع الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما في مساعيه الدبلوماسية.
وترى وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" تسيبي ليفني التي تخوض الانتخابات عن حزب كاديما إن وصول بنيامين نتانياهو زعيم المعارضة اليمينية المحتمل إلى السلطة يمكن أن يؤدي إلى شقاق مع الولايات المتحدة.
واعتبرت أن هذا قد يؤدي إلى وصول "إسرائيل" والولايات المتحدة "إلى نقطة الاصطدام".
وأضافت إن "إسرائيل والولايات المتحدة تتجهان نحو التعاون الكامل حول أهداف مشتركة مثل محاربة الإرهاب ووقف إيران وحماس وحزب الله".
وقاد ميتشل -الأميركي الذي أمه من أصل لبناني- مهمة تقصي الحقائق في أسباب الصراع بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" عام 2000 إبان الانتفاضة الثانية ضد الاحتلال. ودعا في تقريره 2001 إلى وقف كافة أشكال العنف وتجميد بناء المستوطنات "الإسرائيلية" في الاراضي الفلسطينية المحتلة، لكن اقتراحاته ظلت حبرا على ورق.
وعين أوباما ميتشل (75 عاما) الخميس الماضي مبعوثا إلى الشرق الأوسط، وقرر إرساله إلى المنطقة لضمان تثبيت وقف إطلاق نار "دائم" في غزة عقب الهجوم "الإسرائيلي".