
حذر عضو مجلس الرئاسة البوسنية حارث سيلايجيتش اليوم من الآثار والعواقب السلبية التي قد تترتب على استقالة المندوب السامي للاتحاد الأوروبي في البوسنة والهرسك ميروسلاف لايتشاك على بلاده.
وقال سيلايجيتش في حديث لوسائل الإعلام المحلية إن أهم هذه العواقب تتمثل في تعزيز الفرقة والانقسام بين الدولة المركزية وجمهورية صرب البوسنة واستغلال بعض الأطراف السياسية "المغرضة" هذا الظرف لخلق حالة من الفوضى السياسية في البلاد.
وأكد أهمية احتواء الخلافات السياسية التي تهيمن على المسرح الداخلي للبلاد في الوقت الراهن في سبيل إنقاذ وحدة و سيادة أراضي البوسنة والهرسك التي تتعرض لتهديدات مختلفة من جانب التيارات الصربية المتطرفة في البلاد.
ورفض سيلاجيتش اقتراح بعض الساسة الصرب في البوسنة والهرسك استغلال فرصة إغلاق مكتب المندوب السامي نهائيا وتحويله إلى مكتب تنسيق ذو طابع شكلي، معتبرا أن مثل هذه الاقتراحات تهدف إلى إطلاق يد المتطرفين في النيل من سيادة البلاد.
وأعرب عن أمله في أن يتفهم القادة السياسيين في البلاد لرسالته التي تهدف إلى السيطرة على سير العمل السياسي الذي قد يخرج عن إطار السيطرة لاسيما إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن البلاد تعاني من شلل نسبي في عمل مؤسساتها الحكومية منذ عدة شهور.
يذكر أن ميروسلاف لايتشاك قد قدم استقالته من منصبه كمندوب سامي لدى البوسنة والهرسك بعد أن أعلن قبوله حقيبة وزارة الخارجية في بلاده سلوفاكيا.
وتأزمت الأوضاع السياسية في الفترة الأخيرة بعد سعي صرب البوسنة إلى إعلان كيان صربي مستقل، الأمر الذي يهدد وحدة البلاد ويعيد الخلافات والحروب الدامية التي كانت قد أدت في الماضي إلى مذابح للمسلمين راح ضحيتها مئات الآلاف على يد الصرب.
وزادت حدة الأزمة مع امتناع المندوب السامي عن الإفصاح بصراحة عن رأيه في المواقف الصربية ومساعي البعض إلى الانفصال.
ويتناوب أعضاء هيئة الرئاسة البوسنية الثلاثية المشتركة (المسلمون والصرب والكروات) على منصب رئيس الجمهورية كل ثمانية أشهر. وتولى ممثل الصرب في هيئة الرئاسة البوسنية نيبويشا رادمانوفيتش الرئاسة الدورية للهيئة (رئاسة الجمهورية) خلفاً لممثل المسلمين حارث سيلايجيتش الذي انتهت مدة ولايته في نوفمبر الماضي. وسيتولى ممثل الكروات في الهيئة جيلكو كومشيتش الرئاسة بعد انتهاء فترة رادمانوفيتش.