أنت هنا

28 محرم 1430
المسلم- وكالات

تفتتح السلطات العراقية سجن "أبو غريب" سيء السمعة الشهر المقبل تحت اسم جديد هو سجن بغداد المركزي، بعد أن أصبح اسم السجن مرادفا للانتهاكات وإساءة المعاملة.

وقال نائب وزير العدل بوشو إبراهيم إن السجن الذي اكتسب سمعة سيئة عالميا بعد قيام سجانين أمريكيين بتصوير أنفسهم وهم يعذبون المعتقلين ويمارسون انتهاكات جنسية بحقهم، سيعاد فتحه تحت اسم جديد. وأضاف إن الاسم الذي أطلق عليه هو سجن بغداد المركزي، مشيرا إلى أن تغيير الاسم جاء بسبب السمعة السيئة التي اقترنت باسم "أبو غريب".

وشهد السجن انتهاكات وخروقات للمعايير الدولية لمعاملة السجناء خاصة منذ بدء الاحتلال الأمريكي للعراق.

وقال إبراهيم إن السجن الذي تم تجديده سيأوي بين 13 و14 ألف سجين بينهم 3500 ممن يقضون أحكاما بالسجن لمدد طويلة سيتم تجميعهم من أنحاء العراق. وأضاف إن كل ما تبقى عمله هو إعادة تجهيز مستشفى السجن.

واعتبر أن هذا السجن سيحل مشاكل كبيرة حيث تعاني الحكومة العراقية من زيادة عدد السجناء في الناصرية والبصرة والعمارة وبعض سجون بغداد. وأضاف أن كل هؤلاء الأشخاص سيتم نقلهم إلى هذا السجن.

وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين يضع بين 40 ألف و60 ألف سجين في "أبوغريب" الذي يقع على المشارف الغربية للعاصمة. ولدى احتلال القوات الأمريكية لبغداد وسيطرتها على كافة المنشئات الرسمية فيه، أصبح اسم السجن يثير الخوف لدى العراقيين، خاصة بعد اقترانه بصور الكلاب البوليسية والصواعق الكهربية والاعتداءات الجنسية والسجناء المجبرون على خلع ملابسهم.

وأثارت هذه الصور غضبا في أنحاء العالم، كما أثارت تعاطفا محليا مع المقاومة العراقية السنية، فيما اكتفى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بوصف تلك الانتهاكات بأنها "نقطة سيئة" في فترة رئاسته.

ويقع أبو غريب في منطقة شهدت قتالا ضاريا بين المقاومة والقوات الأمريكية أثناء السنوات من الاحتلال. وأغلق الجيش الأمريكي تلك المنشأة عام 2006 بعد إنشاء سجن عملاق في الصحراء على الحدود الكويتية، ومع توالي الاتهامات من جانب المنظمات الحقوقية للإدارة الأمريكية باتخاذ التعذيب منهجا، وإجراء محاكمات شكلية للمتهمين من الجنود المتورطين بالتعذيب، حيث تلقوا أحكاما بسيطة.

وتقول منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأمريكية ومنظمة العفو الدولية إن السجناء المحتجزين لدى السلطات العراقية يتعرضون غالبا للضرب وإساءة المعاملة ويحرمون من الإجراءات المقررة. فيما يقول مسؤولون عراقيون إنهم يعملون بجد لتحسين نظام السجون والنظام القانوني.