أنت هنا

28 محرم 1430
المسلم-صحف:

قال الأمير تركي الفيصل ـ مدير الاستخبارات السعودية السابق وسفير المملكة في أمريكا سابقا ـ إن الرئيس جورج بوش الابن خلّف "تركة مثيرة للغثيان" في الشرق الأوسط، مضيفاً أن حكومة بوش أسهمت في قتل الأبرياء في غزة، داعيا الإدارة الأمريكية الجديدة إلى ضرورة تغيير مواقفها من الصراع العربي "الإسرائيلي".

 

وجاءت تصريحات الفيصل في مقال له نشر بموقع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية على شبكة الإنترنت ، حذر فيه الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما من أن الروابط بين الولايات المتحدة والسعودية في خطر إذا لم تغير واشنطن نهجها بشأن الصراع العربي "الإسرائيلي"، وأضاف أنه "إذا لم تتخذ الحكومة الأمريكية الجديدة خطوات فعالة لمنع مزيد من المعاناة والقتل للفلسطينيين فإن عملية السلام والعلاقات الأمريكية السعودية واستقرار المنطقة في خطر".

 

وقال الأمير تركي الفيصل إن الولايات المتحدة ليست بريئة من الفاجعة التي لحقت غزة، لأن إدارة بوش لم تترك إرثاً مقززاً للنفس في المنطقة وحسب، من قتل مئات آلاف العراقيين إلى الإذلال والتعذيب في سجن أبوغريب، لكنها أسهمت أيضاً ومن خلال نهجها المتكبّر حول المجزرة في غزة في ذبح الأبرياء.


وأكد الأمير تركي أن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما ورث سلة مليئة بالأفاعي في المنطقة، لكن هناك أشياء يمكن فعلها للمساعدة في تهدئة هذه الأفاعي، وهي أولاً أن يبادر إلى معالجة الكارثة في غزة وأسبابها. وتابع: "سيقوم (أوباما) لا محالة بإدانة إطلاق حركة "حماس" الصواريخ على "إسرائيل"، وحين يفعل ذلك، فعليه أن يدين أيضاً الفظاعات "الإسرائيلية" ضد الفلسطينيين، ويدعم قرار الأمم المتحدة رقم 1860 الصادر عن مجلس الأمن، والذي يدعو الى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما دعاه إلى شجب الممارسات "الإسرائيلية" التي قادت إلى أزمة غزة؛ من بناء المستوطنات في الضفة الغربية، إلى حصار غزة، والقتل المتعمّد، والاعتقالات الاعتباطية للفلسطينيين،
وقال: "إن أوباما يجب أن يدعو إلى انسحاب فوري للقوات "الاسرائيلية" من مزارع شبعا اللبنانية".


وشدد الأمير تركي على أن عملية السلام في الشرق الأوسط، والعلاقات الأمريكية ـ السعودية، واستقرار المنطقة ستكون في خطر، ما لم تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة خطوات صلبة لمنع أي معاناة أو مذبحة جديدة للفلسطينيين، قائلا إن السعودية ظلت تقاوم الدعوات الإيرانية لقيادة الجهاد ضد "إسرائيل"، ولكن لن يكون بمقدورها منع مواطنيها من الانضمام إلى الانتفاضة الشعبية ضد "إسرائيل" عبر العالم، على حد قوله.

 

يذكر أن الأمير تركي هو الآن رئيس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية، ولا يشغل حاليًا أي منصب رسمي في الحكومة السعودية.