
اعتبر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إن الحرب الأخيرة على غزة أول حرب حقيقية ينتصر فيها الفلسطينيين على أرضهم. وطالب المجتمع الدولي بالتوقف عن إقصاء حماس، مؤكدا أن الحركة حصلت على شرعية صناديق الاقتراع وشرعية العمل الجماهيري، كما حصلت في هذه الحرب على شرعية النضال والمقاومة.
وقال مشعل: "لقد أجبرنا العدو على وقف النار وأجبرناه على الانسحاب، وبقى أمامنا معركتين: معركة كسر الحصار ومعركة فتح المعابر وعلى رأسها معبر رفح.. وسننتصر فيهما".
وتابع: "هذه هي مقدمة الانتصار في معركة تحرير الأرض واسترداد القدس.. وأقول لشعبنا: اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". وأضاف: "إن معركة غزة رفعتنا لأعلى فرأينا النصر الأكبر وأصبح تحرير فلسطين واقع حقيقي".
جاء ذلك خلال خطاب ألقاءه مشعل عبر فضائية القدس التابعة لحماس. وبدأ مشعل خطابه بتلاوة قول الله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا.. لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا.. وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا". [الأحزاب]
ووجه تحية إلى القادة الشهداء نزار ريان قائد كتائب القسام وسعيد صيام وزير الداخلية الفلسطيني، كما وجه تحية إلى كتائب القسام وكل كتائب المقاومة بجميع أجنحتها، وإلى اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني، وإلى الجماهير التي وقفت مع غزة وكل أحرار العالم.
وأكد هنية أن المقاومة انتصرت سياسيا وعسكريا، في حين فشل العدو في الميدان وفي السياسة، "فخرجوا بعد 3 أسابيع دون تحقيق أي هدف". وأضاف إن العدو أراد في الميدان جملة من الأهداف وهي القضاء على المقاومة وفرض الهزيمة على شعبنا وإنهاء حكم حماس ووقف صواريخ المقاومة". وتابع: "هم فشلوا، وصمدت المقاومة وانتصرنا عليهم وبقيت حماس واستمرت الصواريخ".
أما في السياسة "ففي 10 أيام سبقت العدوان حاول العدو أن يفرض علينا شروط الهزيمة.. إخراج غزة من المقاومة، ومنع سلاح المقاومة.. لكننا صمدنا في السياسة كما صمدنا في الميدان، واضطروا أن ينسحبوا دون أيه شروط".
وأضاف: "العدو لتغطية فشله صنع اتفاقات مع الولايات المتحدة، لكن هنا منذ متى والعدو يعتمدون على غيرهم في ذلك.. إنها الهزيمة".
واعتبر مشعل أن "هذه أول حرب ينتصر فيها شعبنا على أرضه. معركة غزة نقطة تحول في الصراع مع العدو وهي تؤسس لاستراتيجية فاعلة للتحرير تبدأ في فلسطين وتمتد إلى كل مكان.. هي فرقان بين الحق والباطل.. بين ما قبل غزة وما بعدها".
واعتبر مشعل أن "هذا النصر شاركت فيه ثلاثة أطراف؛ المقاومة بكل فصائلها وأجنحتها.. وهذا الشعب الذي التحم مع المقاومة.. وهذه الأمة العظيمة التي خرجت تنتصر لغزة".
وقال مشعل إن أكثر من 1300 وأكثر من 5000 جريح .. تلك هي الأرقام والحقائق، وتابع: "هذا هو النجاح الوحيد الذي حققه العدو-إن كان يسمى نجاحا- قتل الأطفال والنساء، وهدم المساجد والمدارس والجامعات والمقرات.. هذه المجازر رغم آلامها هي أكبر دليل على هزيمة العدو.. فثقوا بنصر الله لكم يا أحبتنا في غزة. الله معكم ولن يتركم أعمالكم". وأضاف: "هذه الفاتورة دفعناها من لحمنا الحي في فلسطين".
وأكد هنية أن الحكومة الفلسطينية التي يرأسها هنية ستتحمل كافة مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، من علاج الجرحى ومساعدة المنكوبين والمشردين. وقال: "يا من قاسيتم أياما صعبة لكن خرجتم مرفوعي الرأس.. يا إخواني عوائل فلسطين.. يا كل العوائل الكريمة التي لم تبخل بدمائها مصابكم مصابنا جراحكم جراحنا .. أنتم صناع النصر مع المجاهدين.. أطمئنكم وأنا أتألم وكل قادة الحركة وكل قادة المقاومة والحكومة الفلسطينية يتألمون لجراحكم.. أطمئنكم أننا سنتحمل كامل مسؤولياتنا.. سوف نداوي الجرحى جميعا".
وبين أن الحكومة ستتخذ مسارين في تحقيق ذلك: العاجل منه "إعطاء عوائل الشهداء والجرحى والمشردين مبالغ محددة .. أترك تفصيلها لحكومة أخي هنية". والثاني العمل على إعادة الإعمار.
ودعى الدول العربية لاستقبال الجرحى وعلاجهم "لإدخال البسمة على قلوبهم وقلوب عوائلهم وأهليهم". وقال: "أدعوهم إلى أن يقوموا بدورهم". وقا
وناشد الدول العربية التي تعهدت بتقديم مساعدات إلى الشعب الفلسطيني من خلال صناديق مالية إلى عدم وضعها في أيدي الفاسدين، وقال "هذا المال دققوا في أي أيد تضعوه، لا تعطوه للفاسدين". واشار إلى أن هناك خيارين: "إما أن تضعوه في أيدي حكومة هنية النظيفة التي أثبتت نزاهتها.. والخيار الآخر أن تتولوا بأنفسكم إعادة الإعمار عبر دولكم وشركات من بلادكم".
وتابع: "لكن كل أبناء فلسطين لا يقبلون أن توضع تلك الأموال في أيدي الفاسدين.. وأنتم تعلمون ذلك، ولكم تجارب سابقة". وأضاف: "إن التلويح بالمال لن يمسح عار التواطؤ".
وتحدث مشعل عن المصالحة الفلسطينية قائلا: "نريد مصالحة وطنية تقوم على قاعدة المقاومة.. لا مصالحة على قاعدة الرباعية". وتابع: " حتى نؤسس لحوار جاد وناجح، لابد من الإفراج عن جميع المعتقلين ووقف التنسيق الأمني مع العدو".