قالت مصادر سياسية "إسرائيلية" يوم الاثنين إنه من المرجح أن تستكمل قوات الاحتلال البرية انسحابها من قطاع غزة بحلول غد الثلاثاء، حيث يتوقع أن يزور الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون القطاع. يأتي ذلك فيما يستمر الفلسطينيون في تفقد منازلهم المدمرة والحداد على شهدائهم الأبرار بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب الاحتلال وحركات المقاومة.

وغادر مزيد من القوات الإسرائيلية قطاع غزة يوم الاثنين بعد هجوم دام 22 يوما على القطاع، وكان الاحتلال "الإسرائيلي" قد أعلن وقفا لإطلاق النار في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي وتلا ذلك إعلان حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس وقف إطلاق النار وإمهال إسرائيل أسبوعا للانسحاب من القطاع.

وأعطى الإعلان عن وقف إطلاق النار فرصة للأهالي الفلسطينيين المصدومين لتفقد منازلهم المدمرة، وانتشال بقايا ممتلكاتهم منها، والحداد على شهدائهم الأبرار ودفن الجثامين التي ظلت تحت الأنقاض منذ بداية العدوان على غزة.

فعلى سبيل المثال، في مخيم جباليا للاجئين الذي كان مسرحا لقتال ضار وغارات "إسرائيلية" غاشمة لم يسلم منزل من الأضرار. كما تعفنت أكوام كبيرة من القمامة على جوانب الطرق.

وأزالت جرافات أنقاضا من شوارع القطاع، فيما قال جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني إن أكثر من 22 ألف مبنى إما دمر بالكامل أو لحقت به أضرار وقدر إجمالي قيمة الخسائر في غزة بما لا يقل عن 1.9 مليار دولار.

وقال مصدر في الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس بقطاع غزة إن الحرب دمرت بالكامل 5000 منزلا و16 مبنى حكوميا و20 مسجدا، وألحقت أضرارا بنحو 20 ألف منزل.

ومن جانبه أعلن الملك عبد الله عاهل السعودية أن المملكة ستتبرع بمليار دولار لإعادة الإعمار في قطاع غزة. وأعادت سلطات الاحتلال فتح ثلاثة معابر حدودية لمرور شحنات الغذاء وغيرها من المواد الأساسية لسكان القطاع البالغ تعدادهم 1.5 مليون نسمة.

وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إيهود أولمرت إنه من الممكن السماح بعبور "كميات هائلة" من المعونات إذا استمر الهدوء.

وبلغ عدد الشهداء في تلك الحرب أكثر من 1300 معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، كما تجاوزت أعداد الجرحى 5 آلاف.

وطبقا لأرقام حماس والفصائل الأخرى فإن 112 من مقاتليهم و180 من الشرطة الفلسطينية قتلوا. وتقول "إسرائيل" إنها فقدت عشرة من جنودها إضافة إلى ثلاثة من "المدنيين" في هجمات صاروخية للمقاومة الفلسطينية.

فيما تقول إحصاءات حماس والمقاومة الفلسطينية إن عدد الجنود "الإسرائيليين" الذين قتلوا في الحرب أكثر من 80 جنديا بالإضافة إلى مئات الجرحى.

ومن ناحية أخرى من المتوقع ن يزور بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة القطاع غدا الثلاثاء ليكون بذلك أول شخصية عالمية تذهب إلى غزة منذ وقف "إسرائيل" هجومها المدمر. وتأتي الزيارة خلال جولة يقوم بها حاليا الشرق الأوسط. كما يزور بان المدن التي تحتلها "إسرائيل" شمال قطاع غزة.