أنت هنا

23 محرم 1430
الرياض – محسن العبد الكريم

تقرر عقد أول اجتماع للمركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته برئاسة معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس المركز، في 28 محرم الجاري بالرياض. صرح بذلك الأمين العام للمركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته الدكتور عادل بن علي الشدي، وقال: أن الاجتماع سيخصص لمناقشة إستراتيجية المركز، وخططه المستقبلية في مجال نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، على جميع المستويات الداخلية والإقليمية والدولية.

وقال الدكتور الشدي: إن المركز أسس تنفيذا لقرار القمة الإسلامية الأخيرة التي عقدت بالعاصمة السنغالية داكار، بإقامة مركزا عالميا لنصرة صلى الله عليه وسلم. وأهابت القمة بالدول الأعضاء في  منظمة المؤتمر الإسلامي بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي في ذلك.

وعن أهداف المركز ووسائله في تحقيق النصرة، قال الدكتور الشدي: إن النظام الأساسي للمركز حدد أهدافه في أربعة وهي: أولا: تعريف غير المسلمين بالرسول صلى الله عليه وسلم، ثانيا: تصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثالثا: تفنيد الادعاءات الباطلة والحملات التي تستهدف تشويه صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رابعا: إبراز سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته ومآثره وخلقه وهديه ومنهاجه في حل مشكلات البشرية.

أما عن الوسائل التي يعتمدها المركز العالمي في تنفيذ أهداف في مجال النصرة قال الدكتور الشدي: إن المركز يتبع في تحقيق أهدافه الأخذ بكافة الوسائل المشروعة، للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم وإخلافه وشمائله، بتأليف الكتب والنشرات باللغات العالمية؛ لمخاطبة غير المسلمين وتعريفهم بالرسول صلى الله عليه وسلم. وأضاف: "لقد قمنا بطباعة العديد من الكتب التي تعرف برسول الله وسيرته وأخلاقه وشمائله، بعشر لغات هي: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الأوردية، التركية، البنغالية، الإندونيسية، الصينية، الهندية".

كذلك يقوم  المركز برصد الحملات التي تستهدف شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومواجهتها بالحجة والبرهان والدليل والوسائل المشروعة، إضافة إلى إنشاء موقع على الإنترنت باللغات العالمية الرئيسة للتعريف برسول الله، ونصرته وإبطال الادعاءات والتشويهات التي تستهدف شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم، وتنظيم مسابقات للتعريف برسول الله، وإنتاج البرامج الإعلامية التي تسهم في تحقيق أهداف المركز ونشرها في وسائل الإعلام المختلفة، واستكتاب العلماء للرد على أي مغالطات في وسائل الإعلام التي تستهدف رسول الله، وتشجيع الدراسات والبحوث والمؤلفات التي تسهم في تحقيق مهام وأهداف المركز.

وأضاف الدكتور الشدي: "إن من وسائلنا في المركز أيضا إيفاد الوفود للتعرف برسول الله، وتنظيم الندوات والمؤتمرات والمعارض في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية، لنصرة الرسول والمشاركة في الفعاليات الدعوية في مجال النصرة والتعريف برسول الله.

وعن المقر الرئيس للمركز قال الدكتور الشدي: إن الرياض هي المقر الرئيس للمركز ولكن للمركز أن ينشىء فروعا له في المملكة العربية السعودية أو خارجها بناء على موافقة من مجلس الإدارة. أما عن ميزانية المركز قال الدكتور الشدي: إن المركز يعتمد على دعم المحسنين ورجال الأعمال ومن أفاء الله عليهم بالمال، وكذلك نقوم بإنشاء وقف يصرف من ريعه على أعمال ونشاطات وبرامج المركز وطاقته التشغيلية.

وحول عضوية المركز قال الدكتور الشدي إن مجلس إدارة المركز يتكون من الرئيس وهو أمين عام رابطة العالم الإسلامي، والأمين العام وسبعة من الأعضاء يعينهم المؤسسون بناء على ترشيح من رئيس المركز، ومدة العضوية ثلاث سنوات.

والأعضاء المؤسسون للمركز هم من شاركوا في تأسيسه من العلماء والمختصين في مجال السيرة والسنة، وهناك عضوية شرفية تمنح لمن قدم خدمات مادية أو معنوية متميزة للمركز.

وقال الدكتور الشدي أن العمل المؤسسي هو الذي يستمر ويقوم على خطط وبرامج، ومراحل لتنفيذ هذه الخطط، وهو ما حرصنا عليه عند تأسيس المركز وانطلاقته.

وعن علاقة المركز بالبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة قال الدكتور الشدي: إن المركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته، يعد امتدادا طبيعيا للبرنامج، الذي قام بجهود متميزة في مجال النصرة، وحقق الكثير من الانجازات في هذا المجال.

وحول إعداد المركز لمدربين عالميين في مجال النصرة قال الدكتور الشدي: إن لدينا برنامجا طموحا في هذا المجال من خلال  مشروع "سفراء التعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم"، والذي يتضمن تأهيل 500 إمام وداعية وطالب علم، للتعريف بنبي الرحمة وسيرته وخصاله ونهجه وشمائله، وان هذا المشروع ينفذ على مستوى العالم، حيث قام المركز بتنفيذ دورات تأهليلية لسفراء التعريف بنبي الرحمة في كل من الهند والسويد وماليزيا وجنوب أفريقيا وبريطانيا.

وفكرة المشروع تقوم على تدريب وتأهيل وتنمية المهارات الخاصة بالنخب الدعوية، من أئمة المساجد والدعاة ومسئولي المراكز والجمعيات الإسلامية في الخارج، على أفضل الطرق للتعريف بنبي الرحمة صلي الله عليه وسلم، في المجتمعات التي يعيشون فيها ليكونوا أكثر تأثيرا، وتهيئة الوسائل المناسبة لهم وتزويدهم بمواد علمية ميسرة باللغات المختلفة، حول شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالته، وتدريبهم على فن ومهارات الحوار الإيجابي، وعلى إقامة الدورات التأهيلية الخاصة بالتعريف بالنبي وسيرته وهديه، ومعالجة مشكلات الواقع من خلال تصميم وإعداد وإخراج الحقائب التدريبية المتضمنة المادة العلمية المناسبة، والمساهمة في ترشيد موقف الأقليات المسلمة في العالم، تجاه الإساءات والاستفزازات لتغليب الحكمة، وبعد النظر على التسرع والانفعال، وترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية؛ بوصفها مصدر التوجيه العلمي والثقافي للمسلمين في العالم.

وعن أهداف المشروع قال د. الشدي: أننا نهدف إلى تأهيل 500 سفيرا ومعرفا بنبي الرحمة من أبناء المسلمين في الدول غير الإسلامية، وتهيئة الوسائل المناسبة لهم للقيام بواجبهم تجاه نبيهم، وربط أواصر المودة بين الطلاب والمعلمين وأئمة المساجد ومسئولي المراكز الإسلامية في مناطقهم. وإضافة إلى ذلك، إكساب المتدربين القدرة على معالجة مشكلات الواقع من خلال التطبيقات النبوية، وجمع قاعدة معلومات خاصة بأصدقاء التعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وتشمل الطلاب والمعلمين وأئمة المساجد، وغيرها من الفعاليات الدعوية.

وعن الخطوات التنفيذية التي اتخذت لتنفيذ المشروع قال د. الشدي: الحمد لله، بدأنا في المشروع ولدينا الآن سفراء في أماكن مختلفة في العالم بعد إعدادهم وتدريبهم للقيام بدورهم في التعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وقد بدأنا الخطوات التنفيذية للمشروع بتصميم وإنتاج الحقيبة التدريبية، وهي تشمل: كيف يعرض المدرب السيرة النبوية على غير المسلمين، وإبرز الأسئلة المثارة حول النبي صلى الله عليه وسلم، عند غير المسلمين والجواب عليها، إضافة إلى مواقف مختارة من السيرة النبوية مع التعليق عليها. ثم بعد ذلك، تم إعداد مجموعة من المدربين الأكفاء ممن لديهم علم بالسيرة، ويتقنون اللغات المختلفة للقيام بالتدريب والتنسيق مع الجهات الرسمية لإقامة الدورات التدريبية والتأهيلية للتعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأضاف د. الشدي: إننا بدأنا باختيار نخبة من أئمة المساجد ومسئولي المراكز الإسلامية ورجال الدعوة في البلد الذي نقيم فيه الدورة والخطة أن نؤهل 500 سفيرا في عشر دول، بدأناها في العام الماضي في كل من: السويد وبريطانيا والهند وجنوب أفريقيا والنمسا، وفي العام الحالي سيشمل البرنامج تأهيل سفراء للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم في كل من: الدانمرك والبرازيل والفلبين وألمانيا وإسبانيا.