أنت هنا

22 محرم 1430
المسلم- صحف

انتقد الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر بشدة الحكومة الأفغانية معتبرا أن قوات الاحتلال الأمريكي بحاجة إلى حكومة أكثر ولاءً لهم حتى تتمكن من القضاء على المقاومة.

ووصف دي هوب شيفر الحكومة الأفغانية في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الأحد بأنها "غير فعالة"، معتبرا أن "المشكلة الأساسية في أفغانستان ليست توسع وجود طالبان وإنما القليل جدا من الحكم والإدارة".

وتعدج هذه هي المرة الأولى التي يوجّه فيها الأمين العام للحلف الأطلسي انتقادا بهذه الشدة إلى حكومة كابول ويندد فيه بفساد الإدارة، لكنه لم يشر مع ذلك إلى اسم الرئيس الأفغاني الموالي للاحتلال حامد قرضاي الذي نصبه الأميركيون رئيسا لأفغانستان في عام 2001 بعد أن احتلوا البلاد وأسقطوا حكومة طالبان.

واعتبر دي هوب شيفر "أن الأفغان بحاجة إلى حكومة تستحق ولاءهم وثقتهم. وعندما نحصل على ذلك نكون قد سحبنا كل مقومات الحياة من حركة التمرد"، في إشارة إلى حركة طالبان المقاوِمة.

وفي معرض تحليله لتطور أفغانستان في مجال الاستقرار وإعادة الإعمار في غضون 7 أعوام رأى دي هوب شيفر أن الأفغان وحلفاءهم الغربيين "لم يتوصلوا إلى حيث كان بإمكانهم أن يأملوا بالوصول". وأضاف "في حين يسود هدوء نسبي في شمال وغرب البلاد فإن الجنوب والشرق ممزقان بفعل حركة التمرد وتهريب المخدرات وحكومة غير فعالة".

ومع الإشارة إلى أن "المجتمع الدولي" سيواصل مساعدة أفغانستان قال دي هوب شيفر "لقد دفعنا الكثير من الدم والمال لنطلب من الحكومة الأفغانية التحرك بشكل ملموس وبقوة أكبر لاستئصال الفساد ولأن تكون أكثر فعالية حتى ولو استدعى ذلك خيارات سياسية صعبة".

ويحتل أفغانستان نحو 70 ألف جندي ضمن قوتين إحداهما بقيادة أمريكية والأخرى بقيادة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. تضم قوة الأطلسي المعروفة باسم "القوة الدولية المساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان" أكثر من 51 ألف جندي من 40 دولة. وتعمل قوات الاحتلال على دعم الحكومة الموالية لها في كابول، كما تحاول قمع المقاومة الأفغانية بقيادة طالبان التي استطاعت منذ عامين أن تستعيد سيطرتها على معظم الأقاليم خاصة في المناطق القبلية الجنوبية.

وتعتزم الولايات المتحدة إرسال المزيد من الجنود إلى أفغانستانبحلول منتصف العام 2009.

وتشتهر حكومة أفغانستان باستشراء الفساد الحكومي وانتشار الوسائط والمحسوبيات حتى فيما يتعلق بالأمن والإتجار بالمخدرات. وسبق أن نشرت صحف أمريكية تقارير أفادت بأن أخا الرئيس الأفغاني متهم بالإتجار بالمخدرات وأشارت إلى شهادات من جانب مسؤولين في الحكومة تلقوا تعليمات بالسماح لشحنة من المخدرات بالمرور دون أن يتم تفتيشها أو وقفها.