
في مؤشر قوي على تلاشي سلطات الحكومة المؤقتة التي يساندها الغرب والأمم المتحدة، سيطر المقاومون الإسلاميون على العاصمة الصومالية، مقديشو، اليوم الخميس، بمجرد انسحاب قوات الاحتلال الإثيوبية منها.
وكانت قوات الاحتلال الإثيوبية قد سحبت آخر جنودها من قواعدها في مقديشو ليل الأربعاء، بعد عامين من تدخلها بزعم مساندة الحكومة الانتقالية ضد قوات المحاكم الإسلامية التي كانت تسيطر ىنذاك على أجزاء واسعة من الصومال بما في ذلك العاصمة مقديشو.
وأكد شهود عيان وفقا لعدد من وكالات الأنباء العالمية أن مقاتلين تابعين لحركة "شباب المجاهدين" الصومالية وفصائل إسلامية مقاومة أخرى، سيطروا على القواعد العسكرية التي كانت قوات الاحتلال الإثيوبية تتمركز فيها.
ونسبت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية في تقرير أوردته اليوم إلى صحفي صومالي رفض الكشف عن هويته، قوله: إن المدينة (مقديشو) أصبحت تحت سيطرة الإسلاميين.
وأضاف قائلاً: "يمكنك الآن سماع أسماء مختلفة للجماعات الإسلامية التي تسيطر على مناطق متعددة من العاصمة"، لكنه أشار إلى أن الإسلاميين لم يفرضوا بعد سيطرتهم على الميناء ولا القصر الرئاسي أو التقاطع الرئيسي في جنوبي المدينة.
وكان جيش الاحتلال الإثيوبي قد بدأ انسحابه من العاصمة الصومالية أول من أمس الثلاثاء، بعدما كانت إثيوبيا قد أعلنت في يناير الجاري أنها باشرت خطة لسحب قواتها بالكامل من الصومال، مؤكدة أن هذه العملية "ستستغرق بعض الوقت".
وكان جيش الاحتلال الإثيوبي قد احتل أجزاء واسعة من الصومال في نهاية العام 2006، لكنه أجبر بسبب ضراوة المقاومة الإسلامية على غخلاء معظم المناطق التي سيطر عليها والتمركز في أماكن محدودة منها العاصمة مقديشو.
واتهمت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" الاحتلال الإثيوبي بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد المدنيين الصوماليين وبخاصة في مقديشو.
وفي مايو 2008 ذكرت منظمة العفو الدولية أن الجنود الإثيوبيين يعمدون إلى تصفية ضحاياهم بشكل "متزايد" عن طريق "ذبحهم" ونددت بـ"تصفية مدنيين من دون إجراءات قضائية".
وفي ديسمبر 2008 اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية قوات الاحتلال الإثيوبية بـ"الرد على هجمات المتمردين (في إشارة إلى المقاومين) بقصف مدفعي دون تمييز، وبصواريخ ثقيلة، مع ما تحمل من عواقب مدمرة على المدنيين".
وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن قوات الاحتلال الإثيوبية تورطت أكثر في الأعمال الإجرامية العنيفة عام 2008، وأوردت شهادات عن عمليات اغتصاب ارتكبها جنود إثيوبيون.