
تراجع الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما عن وعود كان أطلقها باعتزامه الإسراع في إغلاق معسكر اعتقال جوانتانامو الأمريكي سيء السمعة، واعتبر أنه من الصعب الموازنة بين مطالب العدالة واحتمالات "الإفراج عن أشخاص يعتزمون تفجيرنا".
وقال أوباما خلال مقابلة صباح الاثنين مع شبكة "إيه بي سي" الإخبارية الأمريكية إن إغلاق جوانتانامو لن يتم خلال الأيام المائة الأولى من تسلمه السلطة. وقال ردا على سؤال حول وعوده بإغلاق المعتقل : "إن ذلك يشكل "تحديا".
وأعتبر أوباما أن "جزء من هذا التحدي .. أن لديك مجموعة من الناس المعتقلين والعديد منهم ربما يكونوا خطرين ولم تجر محاكمتهم ولم يخضعوا لأية إجراءات قضائية". وأكد علمه بأن "بعض الأدلة ضدهم ربما يكون مشكوك بها رغم أنها صحيحة"، لكنه قال إنه من الصعب الموازنة بين مطالب العدالة واحتمالات "الإفراج عن أشخاص يعتزمون تفجيرنا".
وأضاف: "أعتقد أن الأمر أصعب كثيرا مما يعتقد الكثيرون"، موضحا أن مستشاريه للشؤون القانونية والأمن القومي يعكفون على وضع حلول لهذه المسألة. ولكنه أكد أن المعتقل الواقع في قاعدة بحرية أميركية بكوبا سيغلق وسيتم التعامل مع معتقليه البالغ عددهم 250 "حسب الدستور".
واستدرك قائلا: "لا أريد أن تكون تصريحاتي غير واضحة بهذا الشأن سنغلق غوانتانامو وسنعمل على ضمان أن تكون الإجراءات التي نطبقها تتطابق مع الدستور". وأضاف إن إغلاق غوانتانامو "هو الشيء الصائب وليس ذلك فحسب ولكن يجب أن يكون إغلاقه جزءا من استراتيجيتنا الأوسع للأمن القومي لأننا سنبعث برسالة إلى العالم بأننا جادون بشأن احترام قيمنا".
وأضاف أوباما أنه لا يستبعد احتمال الملاحقة القضائية لمرتكبي انتهاكات الحريات المدنية في ظل إدارة الرئيس الأميركي المنصرف جورج بوش. وأوضح أنه "من الواضح أننا سندرس الممارسات الماضية ولا أعتقد أن أي شخص فوق القانون.. وأعتقد أن علينا أن نركز على ضمان أن نفعل كل ما هو صواب أثناء تقدمنا نحو المستقبل".
ومن بين المعتقلين المتبقين في غوانتانامو وجهت الاتهامات لـ20 منهم فقط من بينهم 5 متهمين بالمساعدة على التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
ويخطط البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) لمحاكمة ما بين 60 و80 بتهم "جرائم الحرب" من قبل محاكم عسكرية خاصة، وهو ما تعتبره منظمات حقوق الإنسان وجماعات الحريات المدنية مهزلة قضائية.
ودعت منظمة العفو الدولية الجمعة الماضي أوباما إلى الإعلان عن تاريخ لإغلاق معتقل غوانتانامو. وقالت إيرين خان الأمين العام للمنظمة: "نحن لا نطلب المستحيل". وأضافت "لقد أكد باراك أوباما عزمه تصحيح بعض الأخطاء التي ارتكتبها الإدارة الأميركية باسم الأمن القومي ونحن نطلب منه تحويل أقواله إلى أفعال".