
حظرت السلطات الفرنسية بث قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بعد ضغوط منظمات اللوبي "الإسرائيلي" في فرنسا وأمريكا على الحكومة. يأتي ذلك في حين تظاهر الآلاف في باريس تأييدا لغزة وتنديدا للعدوان "الإسرائيلي" عليها، وشهدت المظاهرات اشتباكات عنيفة مع الشرطة الفرنسية التي حاولت منع المظاهرات.
وأعلنت سلطات البث الفرنسية حظر قناة الأقصى الفضائية من الظهور على الأقمار الصناعية التابعة لشركة يوتيلسات الفرنسية.
وامتدحت اللجنة الأمريكية اليهودية هذا الإجراء معتبرة أنه سيحد بشكل كبير من وصول القناة إلى المشاهدين على الأراضي الأوروبية. وفي بيان لها، قالت اللجنة التي تعتبر من أكثر المنظمات الموالية لـ"إسرائيل" نفوذا في الولايات المتحدة: إن السلطات الفرنسية "دافعت عن فرنسا والقيم الأوروبية، من خلال تحركها ضد تلفزيون الأقصى، وهو ذراع دعائي لحماس حمل دعوة الإرهابيين للعنف والكراهية إلى داخل المنازل في جميع أنحاء أوروبا"، على حد وصف ديفيد هاريس مدير اللجنة الذي حمل البيان توقيعه.
وقالت اللجنة الأمريكية اليهودية إن هذا الإجراء جاء نتيجة دعوات اللجنة المتكررة للسلطات الفرنسية لحظر القناة التي وصفتها بأنها "تنتهك المعايير الأوروبية الخاصة بالتحريض على التعصب والعنف". وأشارت اللجنة إلى أن فرعها في فرنسا كان قد عقد لقاءات على مستوى رفيع بشأن حظر قناة الأقصى مع وزارة الثقافة والاتصالات الفرنسية.
وتجدر الإشارة إلى أن مقر قناة الأقصى الفضائية في غزة كان قد تعرض لقصف طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" في بداية العدوان الجاري على القطاع منذ 27 ديسمبر 2008، وهو ما أدانه الاتحاد الدولي للصحفيين واعتبر أن "إسرائيل" تنتهك القانون الدولي باستهدافها لمؤسسة إعلامية.
وفي باريس تظاهر آلاف المواطنين الفرنسيين منددين بالعدوان "الإسرائيلي" المستمر منذ أكثر من أسبوعين على غزة، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 854 وجرح أكثر من 3681 آخرين.
وحاولت الشرطة تفريق المتظاهرين بالقوة، ما أدى إلى وقوع مواجهات بالأحجار بين الجانبين. واستخدمت الشرطة العصي والغازات المسيلة للدموع لمحاولة فض المظاهرة، لكنها مستمرة إلى الآن.