أنت هنا

11 محرم 1430
المسلم- صحف

دعا كاتب في صحيفة الجارديان البريطانية في عدد الأربعاء إلى وقف صادرات السلاح البريطاني والأوروبي إلى "إسرائيل"، مؤكدا أن الأرقام الحكومية تشير إلى أن بريطانيا تبيع المزيد والمزيد من الأسلحة للكيان الصهيوني على الرغم من إساءة استخدامه للقوة، التي بدت واضحة من خلال الاعتداءت المستمرة على غزة منذ 12 يوما.

وقال البريطاني نيك كليج في مقال له بعنوان "يجب أن نوقف تسليح إسرائيل" إن العالم ظل يشاهد الأحداث في غزة في حالة من الرعب، بينما حصدت الحرب هناك آخر ضحاياها الأبرياء في الهجوم الذي نفذه الطيران الحربي الإسرائيلي على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونوروا).

ودعا كليج رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إلى إدانة الأعمال "الإسرائيلية" بشكل واضح لا لبس فيه، مثلما أدان إطلاق حركة المقاومة الإسلامية حماس للصواريخ على المستوطنات. ويضيف أن عليه بعد ذلك أن يقود الاتحاد الأوروبي لاستخدام نفوذه الاقتصادي والدبلوماسي للتوسط من أجل السلام في الشرق الأوسط.

وشدد على أن براون من واجبه كذلك أن يوقف صادرات السلاح البريطانية إلى "إسرائيل" وأن يقنع أعضاء الاتحاد الأوروبي بفعل الشيء نفسه. ويقول الكاتب إن الأرقام الحكومية تشير إلى أن بريطانيا تبيع المزيد والمزيد من الأسلحة لـ"إسرائيل" على الرغم من علامات الإستفهم المثارة حول استخدامها للقوة، الأمر الذي أظهرته بشدة الحرب الدائرة في غزة.

وقال كليج إن "لدينا رئيس وزراء يتحدث كمحاسب حول الدعم المخصص لغزة دون أن يقول مرة واحدة شيئاً ذا معنى حول أصول الصراع".

كما وصف كليج التظاهرات التي شهدها العالم خلال الأسبوعين الماضيين احتجاجاً على الغارات الصهيونية في غزة بأنها لائحة اتهام للمجتمع الدولي. أما بالنسبة للمواقف الرسمية الدولية من هذه الأحداث، فقد أنتقد الكاتب إجازة الرئيس الأمريكي المنصرف جورج بوش لأفعال الجيش "الإسرائيلي"، والصمت المؤلم من قبل الرئيس المنتخب باراك أوباما، إضافة موقف الإتحاد الأوروبي الذي يعاني من التخبط في اتخاذ القرارات والرسائل المتضاربة.

وعبر كليج عن رأيه بأن براون مثل سلفه توني بلير جعل السياسة الخارجية البريطانية تابعة للولايات المتحدة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن انتظار تغير الموقف الأمريكي حيال هذا الصراع أمر لا يمكن تحمله في ظل الظروف الإنسانية في غزة.

ويختم كليج مقاله بالقول إن مقترحاته لتقييد المقدرة "الإسرائيلية" ربما لا تعجب البعض في الدول الغربية، لكنه يدافع عما ذهب إليه بالقول إنه لم تهزم منظمة "إرهابية" من قبل بالقوة فقط، وإن أسلوباً جديداً للتعامل مع الصراع الحالي هو فقط الكفيل بتأمين سلام دائم لـ"إسرائيل"، على حد قول الكاتب.